الوحدة 3-11-2020
انتشرت التحليلات وكثر القيل والقال من قبل عامة الناس عن سبب افتعال الحرائق وانتشارها هنا وهناك وبفارق زمني قصير والذي أثار الشك والارتياب.
عن سبب انتقال الحرائق بتلك السرعة الهائلة والتي حصدت المساحات الحراجية والزراعة الهائلة في حريق منطقة بللورة وما حولها من قرى بيّن رئيس دائرة حراج قسطل المعاف المهندس إياد طوبال أن ظروف الطقس السيئة جداً من حيث الضغط المنخفض والحرارة المرتفعة والرياح الشرقية الجافة بأقصى درجات الرطوبة والتي لم تتجاوز30% بينما هي عادة في الساحل تكون ما بين 80%-90% كانت مواتية لانتقال الحرائق وشكلت سبباً رئيساً لذلك ولفت أن الحريق انتقاله لم يكن بالتتابع بل انتقل على شكل قفزات من 200-300متر حيث انتقل من طريق بللورة إلى زغرين القديمة وانتقل من جبل الزيارة في بللورة قاطعاً الأوتوستراد ولمسافات طويلة لتشتعل النيران في جبل القوز الفاصل بين الحراجية وأم الطيور وتندلع النيران في مساحات هائلة.
وأضاف أن ارتفاع أشجار الصنوبر في جبل الزيارة في قرية بللورة يتراوح بين 20-25متراً وسطياً فيما وصل ارتفاع النار فوق الشجرة ضعفي ارتفاع الشجر وبحدود 50-75متراً مبيناً أن الحريق القوي و الرياح شرقية وعالية السرعة والشدة شكلت خلخلة بالضغط أدت لعمل زوابع تصاعد وطار معها كل شيء من أوراق سنديان وصنوبر جافة وأعشاب يابسة مشتعلة وانتقلت لمسافات بعيدة وسقطت في مناطق جافة برطوبة منخفضة وفعلت فعلها.
وأشار إلى أن تشتت جبهات النار ضاعف من خطورة الوضع واضطر لدعم من إطفائيات دمشق وريفها وحماة وفوج إطفاء اللاذقية وإطفائيات مديرية زراعة اللاذقية وبدعم من الجيش العربي السوري ومن المجتمع المحلي كل حسب قدراته حتى تمت السيطرة على الوضع بالكامل.
كما نوه أن فرق ووحدات الإطفاء لم تدخر جهداً للسيطرة على الحريق مع إعطاء الأولوية لمنازل المواطنين انطلاقاً من ناحية أخلاقية واجتماعية حسبما ذكر.
وعن سبب الحريق ذكر أنه يتم التحقيق بالتشاركية مع خبير مختص بالحرائق من الداخلية للتوصل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحرائق وحول ورود شكاوٍ عن تقاعس بعض سائقي الإطفائيات عن أداء عملهم وواجبهم، أوضح المهندس أن جميع من كان متواجداً في الحريق بذل قصارى جهده وفوق طاقته لتتم السيطرة على الحريق وهو شخصياً بقي متواجداً في مكان الحريق مدة خمسة أيام متتالية دون مغادرة الموقع متمنياً أن يتم ذكر أسماء بعينها ليصار لمحاسبتهم حتى ﻻ يكون المتخاذل والذي قام بواجبه على أكمل وجه في نفس البوتقة مشيراً إلى أن إحدى الإطفائيات دبت النيران في عجلة من عجلاتها فقام السائق بإطفاء العجلة ليتابع مهمته في إخماد النيران لافتاً إلى هناك واجب إنساني ﻻ يحتمل التخاذل أو التراجع وكثيراً ما تعرضوا للحرق وسط النار ومع ذلك لم يتوانوا عن إكمال مهمتهم في إخماد الحريق والسيطرة عليه.
نجود سقور