الأسعار نار ولا تنخفض بإصدار نشرة سعرية

الوحدة: 1-11-2020

 عندما يجتهد الفريق الاقتصادي المعني بتحديد الأسعار ورفع الغبن عن المواطن  يفاجئ الجميع بأنه يغرد خارج السرب وأن مقدماته لا تؤدي إلى نتائج طيبة وإنما تزيد الطينة بلة، والسؤال هنا أين مكمن الخلل هل هو في بعد الفريق المعني عن معطيات الواقع أم أنه يقرر بناء على املاءات من قبل التجار تخدم مصالحهم قبل التفكير بذلك المواطن الذي يفترض أنه الغاية والهدف من تلك القرارات؟!

الخلاصة أنه ثمة فجوة كبيرة بين ألية وطريقة ومنطقية الأسعار والتسعير وبين الواقع وإمكانية وجود تناغم فعلي بين الأثنين ليلمس المواطن نتائج ذلك عند التسوق.

على سبيل المثال حددت لجنة التسعير بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أسعار العديد من المواد الغذائية الأساسية كالسكر والزيت والأرز والبرغل واللحمة والبيض بما يتناسب وسعر التكلفة حسب ما أشارت، وطلبت من أصحاب الفعاليات التجارية الالتزام بنشرة الأسعار وعدم تجاوزها، ودعت المواطنين الإبلاغ عن من يقوم بالبيع بسعر زائد عن التسعيرة المحددة، ولكن هل حدث شيء من ذلك على أرض الواقع؟

فقد حددت النشرة سعر صحن البيض بـ٣٥٠٠ ليرة سورية للمستورد أو المنتج، وب٣٥٥٠ ليرة سورية لتاجر الجملة وبـ ٣٦٠٠ ليرة سورية لبائع المفرق، ولكن سرعان ما تراجعت المؤسسات الحكومية عن البيع بهذا السعر وأعلنت عن البيع بسعر ٤٥٠٠ ليرة.

كما حددت سعر كيلو لحم الغنم الحي بـ٦٣٠٠ ليرة سورية للمستورد أو المنتج، وبـ ٦٤٠٠ ليرة سورية لتاجر الجملة وبـ ٦٥٠٠ ليرة سورية لبائع المفرق، وسعر كيلو لحم الغنم بعظمه هو ١٠٨٠٠ ليرة سورية للمستورد أو المنتج، وبـ ١٠٩٠٠ ليرة سورية لتاجر الجملة وبـ ١١٠٠٠ليرة سورية لبائع المفرق.

بينما سعر كيلو لحم العجل الحي هو ٤٣٠٠ ليرة سورية للمستورد أو المنتج، وبـ ٤٤٠٠ ليرة سورية لتاجر الجملة وبـ ٤٥٠٠ ليرة سورية لبائع المفرق.

أما سعر كيلو لحم العجل الهبرة هو ١١٨٠٠ ليرة سورية للمستورد أو المنتج، وبـ ١١٩٠٠ ليرة سورية لتاجر الجملة وبـ ١٢٠٠٠ ليرة سورية  هذه الأسعار يصفها جميع القصابين أنها ضرب من الخيال ولا وجود لها حتى في صالات السورية للتجارة.

وقد حدثنا المحامي أحمد يوسف أنه يشتري اللحوم من صالات السورية للتجارة ويؤكد أن سعرها أقل من المحلات الأخرى ولكن همس أنه لا يرى شكل اللحم الذي يشتريه ولا يعرف ماهيته ولا مصدره و لكنه أرخص حقاً من غيره حتى أن طعمه حسب رأيه مثير للريبة والجدل، ولكن بجميع الأحوال الأسعار أكثر بكثير مما ورد ضمن لائحة الأسعار.

وقد أقرت أكثر من سيدة  إنهن بدأن رويداً رويداً الاقتصاد بمشترياتهن وغابت العديد من المواد الغذائية لارتفاع الأسعار وعدم القدرة على الشراء، وتقول  ساميا الشيخ: الأسعار نار ونشهد كل يوم قائمة أسعار جديدة أكثر ارتفاعاً من اليوم السابق  وتضيف: (نغيّر طعامنا اليومي بحسب الأسعار مبدية خشيتها من أن يأتي يوم أنزل فيه إلى السوق وأعود دون أن أشتري شيئاً بسبب الغلاء).

عموما فقط ارتفعت أسعار المواد الغذائية في سورية بمعدل ١٣٣ في المئة منذ أيار٢٠١٩، بحسب برنامج الأغذية العالمي وتراجع عدد الزبائن في أسواق اعتادت ان تكتظ شوارعها ومحالها ومقاهيها بالزوار.

داخل متجره للمواد الغذائية

يمعن سعيد خالد (٥٠ عاماً) النظر في الفواتير الجديدة، مبدياً امتعاضه من وجود (سعر صباحاً وآخر بعد الظهر) ويضيف: عندما نبيع البضائع نخسر وعندما نشتريها نخسر، معتبراً أن كل ما يحصل خسارة بخسارة ثم تأتي تسعيرة مفروضة هي أقرب للخسارة منها تلى البيع برأس المال.

في حين  تبحث أم علاء (٥٥ عاماً) عما يمكنها شرائه بأقل سعر ممكن.

 وتقول أم لثلاثة أولاد، أحدهم لا يزال يعيش معها، إن تكلفة الوجبات باتت مرتفعة جداً وتضيف: أليس حراماً أن يصل سعر زجاجة الزيت إلى ٤٠٠٠ ليرة بعدما كان ٥٠٠ ليرة فقط ولا أحد يلتزم بالتسعيرة.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار