الوحدة: 1-11-2020
الأسعار هي الشخصية الرئيسية اليوم في حياتنا وضيف كل الجلسات، حتى أن واقعنا بات يلخص بجملة واحدة: أسعار حارقة وجيوب فارغة، ومواطن يناشد الآلهة، وسؤالنا اليوم هل نشرة الأسعار الصادرة عن التموين مناسبة، وهل يلتزم بها التجار؟!..
الوحدة التقت التجار والمواطنين في بانياس وكانت لنا اللقاءات الآتية:
– عزت معروف أبو أيمن تاجر خضار قال: نحن نقوم ببيع الخضار بأسعار أقل من أسعار النشرة التموينية لأن أسعارها غير مناسبة لدخل المواطن الذي بات (يا دوب يكفيه لشراء الحاجيات الأساسية) وإذا أردنا أن نوازي النشرة مع الراتب فهي لا ترتبط به أبداً، نحن قادرون على البيع بأسعار أقل لأننا نشتري كميات كبيرة قد تصل إلى طن أما من يشتري كميات قليلة فسيكون سعره ضعف ما نبيعه وقد لا يستطيع التقيد بالنشرة، والأهم من هذا أننا نحاول قدر المستطاع أن نتماشى مع وضع المواطن و قدرته على الشراء.
– وبدوره محمد حداد أيضاً أكد أنهم يقومون بالبيع بأسعار أخفض من أسعار النشرة فمثلاً سعر البطاطا ٢٥٠ بالشنتة والكوسا ب٤٠٠ و الرمان ب٢٥٠ وبالتأكيد الأسعار تتفاوت من محل لآخر، أما من يبيع بأسعار مرتفعة فهم من يسمحون للمواطن بانتقاء الخضار بنفسهم أما نحن فإما نبيع بالشنتة أو بالفلينة أو نقوم نحن بتعبئة الخضار وبكل الأحوال هذا أفضل للمواطن فهناك فرق من ٢٠٠-٣٠٠ بالكيلو الواحد، وأضاف: على الرغم من أننا قادرون على رفع السعر ولكن (الله يكون بعون الشعب) فالموظف الذي راتبه ٥٠ ألف ليرة لن يكفيه لشراء ما يحتاج لهذا نحن نرضى بالقليل.
– أما فادي محمد المحيميد، رأى أن نشرة التموين مناسبة لكل من المواطن والتاجر ومع هذا نحن نبيع بسعر أخفض لأننا نعتمد على ربح قليل من ١٠-٢٥ ليرة ربح في الكيلو الواحد معتمدين على مبدأ (ربح قليل وبيع كثير).
– أيضاً رأى ثائر قطوف أن أسعار النشرة مناسبة للتاجر وللمواطن، ومن الضروري وجود نشرة توضح الأسعار ليتم العمل بها والحد من المشاكل.
وأكد صاحب أحد محلات الجملة أن سعر السكر في نشرة التموين١٠٥٠ مفرق بينما نشتريه من الشركة ١٢٢٥ كذلك بالنسبة للزيت تم تسعيره ب ٣٢٠٠ ولكن جملة الطرد ٤٥٠٠٠ تقريباً في هذه الحالة لا يمكن الالتزام بأسعار النشرة لأنها خسارة للتاجر فمثلاً اليوم سعر الرز ١٢٥٠ الطحين ٨٨٥ والحمص ٢٣٠٠ وهذه أسعار الجملة على التاجر لذلك لا فائدة من وجودها.
– وقال أبو محمود نضع نسبة ربح على كل كيلو من الخضار من ٥٠-٧٥ ليرة على الكيلو ووجود نشرة تساعدنا على التعامل مع المواطنين ليكون كل شيء واضحاً، ومع هذا الأسعار مرتفعة قياساً مع الدخل والدليل على ذلك قلة المبيعات بشكل كبير وهذا انعكس علينا سلباً بسبب زيادة كمية التلف الذي يصيب الخضار، وبالنسبة للبقوليات والمنظفات فلا يوجد فواتير نظامية فأغلب الشركات ترفض إعطاءنا فواتير مختومة ونظامية لذا نتمنى أن نبدأ بتصحيح الأخطاء من الشركات.
– أخيراً قال إبراهيم محمد للأسف أسعار نشرة التموين غير مناسبة حتى أن بعض الناس يبحثون عن أرخص الأسعار حتى يتمكنوا من الشراء فالوضع صعب جداً، ولكن إذا نظرنا من جهة أخرى فالمزارع على حق لأنه بحاجة إلى مواد وأسمدة للعناية بالخضار وأسعارها مرتفعة فتنعكس على أسعار الخضار والفواكه، وأنا أرى أن النشرة لا فائدة منها وحل كل هذا وجود دخل جيد لأن راتب ٥٠ ألفاً (يعيش الواحد يومين ثلاثة بس) وباقي الشهر ماذا يفعل، وللأسف لا نشرة و لا جريدة ولا إذاعة قادرة على حل هذا الوضع الحل الوحيد زيادة دخل المواطن.
– أيضاً التقينا رئيس شعبة التموين في بانياس الأستاذ وائل صيوح الذي قال:
تأتي نشرة يومية من دائرة الأسعار مديرية التموين ليتم توزيعها لاحقاً، وفي حال عدم تقيد الفعاليات الاقتصادية بالأسعار يتم تنفيذ ضبوط وأيضاً في حال عدم الإعلان عن الأسعار أو عدم حيازة فواتير أو حيازة فواتير غير نظامية وفي حال تكرار المخالفة أكثر من مرة يتم إغلاق المحل، وتعتبر نشرة الأسعار مستنداً لنا لتنفيذ الضبوط في حال المخالفة.
أخيراً أكد السيد وائل نتمنى من التجار الالتزام بنشرات الأسعار ضمن الربح المشرع لهم فنحن لا ننظر لهم على أنهم أعداء على العكس هم أصحاب فعاليات اقتصادية ولهم دور كبير.
وفي لقاءاتنا مع المواطنين…
– قال محمد بلال: أنا لا أعلم ماهي أسعار التموين ولكن أعلم بشكل جيد ماهي الأسعار في المحلات وبالتأكيد هي غير مناسبة لدخلنا المحدود اليوم قمت بشراء جزء قليل من حاجيات المنزل ودفعت مبلغ ٢٨٠٠٠ ليرة وراتبي ٥٠٠٠٠ فكيف سأتدبر أموري لآخر الشهر؟!، لذا لا يهمني ماهي نشرة أسعار التموين بل يهمني أن أكون قادراً على شراء ما يحتاجه منزلي.
– وقالت ميرفت شدود: الوضع حالياً في غاية الصعوبة لا أتوقع أن التجار يلتزمون بالنشرة وفي حال التزامهم فالأسعار مرتفعة جداً ولا تتناسب أبداً مع رواتبنا نحن بحاجة إلى راتب يصل إلى ٢٠٠ ألف كحد أدنى حتى نستطيع العيش.
– ونبيل علي يرى أن هذه الأسعار ليست للموظف بل هي أسعار تناسب الطبقات الغنية، ونحن علينا المشاهدة فقط لأننا الآن نسعى جاهدين لتأمين الحاجيات المهمة وليس الحاجيات الأساسية لأننا لم نعد قادرين على ذلك نتمنى أن توجد حلول تساعدنا على الخروج من هذه الدوامة.
رنا ياسين غانم