العدد: 9303
الأحد: 3-3-2019
لم تمض سنة وبضع أشهر قليلة لتكون يد التعدي واللامبالاة والإساءة والإهمال قد طالت ساحة السوق المقبي خلف مبنى شعبة الحزب بخطوات، حيث أكد معظم أصحاب المحلات أن (الفرحة ما تمت) بوجود جمالية كست المكان وأعطته حقه من الكياسة والجمال، وتاريخها يشهد بعراقته وقدم أصوله بمروره في عصور وحقبات شهدتها أجيال وأجيال.
أردنا سوقاً تراثياً شعبياً كما في كل المحافظات يجلب الزوار والسياح ويدير أعمال الصناعة والتجارة ويروج لها ويجلب الزوار والسياح ويدر المال ليسري ماء الحياة في شرايين وأوصال المدينة وينتعش سوقها وعيشها وكان الأمر، حيث مئات من المتسوقين يلجؤون يومياً لهذا السوق ويشهدون التعديات التي طالته وشوهت ملامحه بدءاً بالممرات والساحة التي رصفت بحجر البازلت فكان أن تكسرت ودمر البلاط، وأصبح مصيدة لأي زبون عيونه على واجهات المحلات لا على الأرض التي زلزلت تحت أثقال السيارات الكبيرة المحملة بعشرات الأطنان من مواد البناء لأجل بناء شيد على أكتافه وقامت قوائمه بكل ارتياح، وغيرها من سيارات القماش والبضائع الأخرى، وأيضاً سيارات ركنت لأجل غير مسمى وحسب توقيت المقيم فيها والمستفيد، كما أن الساحة توسطها نصب تذكاري بتشكيل أوغاريتي، تضمن جرتين من الفخار بلبوس شاب شبك يده بيد فتاته وعليها أشكال خادم المعبد وشجرة الحياة وكان بعض الجناة قد لفوا حبال الهاتف بأعناقهما وكبلوهما بقيودها ووشموهما ببعض الكتابات التي شوهت أبجديتها ولغتها، كما أن الصحون الأوغاريتية والنافورة التي حضنت قاعدة النصب قد تراكمت فيها وعلى جوانبها أكياس القمامة ونفايات المحلات، فلم يستطع أحد من أصحاب المكان والتجار أن يجلس في الساحة بجانب هذا التشكيل الفني المترف بالجمال والذي زودهم بالمتعة والراحة فكان لهم عنده كل حين استراحة ليتحلقوا بكراسيهم حوله ويشربوا القهوة والشاي، ليكون فيه مقهاهم الذي افتقده السوق طيلة تلك السنوات .
من يحمي مدينتنا وسوقها وأبنيتها وشوارعها وأرصفتها وكل ما عليها من حجر وشجر من التشوه والإيذاء؟ من يفك الأذى عنها ويقطع واصل وزر التعدي عليها والملك عام؟ ألا يجب على أهل البلدية الكرام أن يأتي منهم الهمام ويملي على أصحاب البناء والمحلات بتعهد أن يصلحوا ما جاؤوا على تخريبه ويمنعوا دخول السيارات لحماية البنى التحتية وحجر البازلت؟ أليس من حقنا وحق مدينتنا علينا أن نحافظ على جمالها وتاريخها وأبجديتها إذ لطالما سعينا وراء الحضارة وتغنينا بها؟ فكيف لنا بها بهذه الأفعال؟ أين القيم والأخلاق والقوانين و..المعايير التي تولي فيها الضمير؟
هدى سلوم