وقـــــال البحــــــر… بين طهران ودمشق

العدد: 9303

الأحد: 3-3-2019

عندما (يصير) الطريق بين عاصمتين خطاً مستقيماً، وهنا أركز على كلمة (يصير) لأن في صيرورتها سرّ يتجاوز هوامش العلاقات إلى جوهر وجودها، تولد روح جديدة للعلاقة بين العاصمتين، ورغبة لفعل متجدد كالولادة الدائمة.
أين تكمن قوة العلاقة بين دمشق وطهران؟
هذا السؤال تجيب أحداث الحرب في سورية عنه في كل يوم ألف مرة، وهو الجواب الذي يشكّل الفعل الأعلى والأسمى للعلاقة.
زيارة الرئيس الأسد الأخيرة إلى طهران أظهرت أن العلاقة بين دمشق وطهران أقوى من أن نقول إنها علاقة رئيسين أو عاصمتين، هذه الزيارة شكّلت الرؤية العليا لعضوية الارتباط الحيوي والنضالي والسياسي والأخلاقي بين البلدين.
في لغة الجسد، نقرأ في عيني قائد الثورة الإيرانية وفي وجهه وهو يمسك بيدي الرئيس مرحباً ومصافحاً ومعانقاً بالروح، هذا النقاء المتوهج من الحب والاحترام للرئيس الأسد ليس عادياً، يقول للرئيس الأسد: (بصمودكم وشجاعتكم انتصر خط المقاومة).
هذه حقيقة.. صمود الرئيس الأسد على مدى ثماني سنوات، ليس مجرد صمود عادي، شجاعة لم يمارسها إلا قلة عبر التاريخ.
وأذكر هنا من بين هؤلاء القلة القائد حافظ الأسد والرئيس فيدل كاسترو، والقائد الخميني في حرب العراق ورجعية الخليج والغرب الاستعماري على إيران على مدى ثماني سنوات، واليوم يمارس هذه الشجاعة في أعلى تألقها الرئيس بشار الأسد.
لا يجد السوريون أنفسهم إلا أن يقفوا باحترام للرئيس الأسد شكراً وتحية على صموده الذي جعلهم أقوياء واثقين بالنصر.
كل أعداء سورية راهنوا على هزيمة الرئيس الأسد، وعلى هزيمة الجيش السوري، وعلى هزيمة الشعب السوري، وهزيمة الجغرافيا السورية، وقوى المقاومة، وتفكك حلفاء سورية في هذه الحرب ومنهم إيران وروسيا، لكن الجميع صمدوا وتماسكوا وصبروا وناضلوا لسبب واحد هو أن الرئيس الأسد، هذه القوة الخفية في صمود الرئيس مشت فيهم كالنسغ الحي لديمومة الأمل.
الحرب الإعلامية المضللة على مدى ثماني سنوات وهي تشن أخباراً كاذبة عن وضع الرئيس الأسد، أكاذيب كثيرة، والرئيس الأسد يتحرك في قلب دمشق ويزور الوحدات العسكرية وعائلات الجرحى والشهداء غير آبه بالموت، وبالمؤامرة التي تستهدف حياته، وهو صمود أكسب السوريين جيشاً وشعباً ثقة بانتصار سورية..
إن هذا الصمود الشجاع للرئيس الأسد يعود إلى تكوينه النفسي والنضالي وإلى إيمانه بحتمية انتصار الشعوب وإيمانه بشعبه، وإلى إيمانه بالمقاومة الحليفة وعلى رأسها حزب الله، وثقته بالصديقة روسيا، وأكثر وأكثر بعمق العلاقة النضالية بين سورية وإيران الثورة.

سليم عبود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار