الوحدة: 26- 10- 2020
ها، فجري يتشقّق، والريح الطريّة تشربني، وأنا العابر ضحكات الليالي، أرقب خيوط الفجر تنساب مع حمحمة السواقي. وأراني وقد تسمّرت مكاني، أتصفّح وجوه أيامي، فتنتصب الذكرى حقول رياحين وسنونوات، وتمضي بي في قاربٍ من الآمال.
×××
ذكرياتي تتهادى، فأفتح سفرها، أقرأ قصيدة مركونة خلف الغد، فتفتح العيون خلاياها، وتشلح العتمة أثوابها، ويأتيني حداء المزامير الفاضت بأغانيها.
×××
رذاذ النجوم يرشّ دروب القوافي، فينطلق حداء حنون، والكل يعبرون حقول الياسمين، وكنت أرى كيف راحت الأشجار تتزيا بعباءات صباحاتها المزركشة.
وكيف استلقت على مشالح الغمام.
×××
ها أنا أمتطي غيمةً من سهر. أسافر في مدرجة المساء، أبتغي قيلولةً على تخوم الأرق، وأراقب النجوم الشاحبة.
أتوسّد أشواقي وألوذ بالصمت، أسترجع أمسي فيصحو مرقدي، وأتملّى طراوة البدر وهي تعانق مقلتيّ، فأرفرف كطير أفرد للريح جناحيه، فأترع كأسي، وأغيب في نقرة اشتهاء.
×××
ها. خطفتني الطريق إليكِ، والمنحنيات انطوت اشتياقاً وكحسونةٍ عاشقة رحتِ ترقبين بشغف أنفاساً متصاعدة..
×××
ها. قد تخمّر سهر العينين، وراح يعربش بين أهدابي، ورأيتني من حيث لا أدري أذوب انقياداً لحلم يبرعم وجه الغد.
سيف الدين راعي