العدد: 9303
الأحد: 3-3-2019
لا حدود لعطرها، يدوم حضورها كالأنثى الجميلة في الربيع تملأ الأراضي عبقاً،
تجذب الروح قبل العين، زهرة النرجس البيضاء النقية تعلق على صدرها قرطاً أصفر فتزداد غروراً، تنعش النفس التواقة للجمال، يقصد الناس الأراضي والحقول أول الربيع لجمعها والتمتع بشذاها والبعض يعتبرها دخلاً سنوياً يعيشون منه..
وفيق علي ٤٢ عاماً من قرى مشتى الحلو واحد من الأشخاص اختار النرجس ليكون مصدر دخله، يجول شوارع مدينة طرطوس من الساعة السابعة صباحاً حتى الثالثة ظهراً يحمل في يده باقات النرجس التي يجمعها ويعود ظهراً إلى بيته محملاً بالأمل.
يقول وفيق: أبيع النرجس من خمس سنوات، أقوم بجمعها من أراضي مجاورة لمنزلي أنا وإخوتي نجمعها بالصباح الباكر ونضمها في باقات صغيرة وأبيعها في المدينة كل يوم، يصل سعر الباقة إلى ٥٠٠ ليرة سورية كحد أقصى.
اخترت النرجس لأنها رزق من الله وفير تنتجه أراضينا لنعيش منه وهي مصدر دخلنا طيلة أشهر وجودها، لأنني لم أتمكن من تأمين فرصة عمل غيرها، تقدمت لمسابقات كثيرة ولم يحالفني الحظ، وأنتظر أن أكون من المقبولين في مسابقة عمال الحدائق في مدينه طرطوس..
وجع الشارع لابد من إزعاجات بالكلام من بعض الناس أسمعه وأترك الخلق للخالق
وبالمقابل لدي زبائن وأصحاب يشترون مني الورد كل يوم، ويضيف علي: بعد موسم النرجس أبيع بعض الزعتر والزوبع والبيض البلدي أشتريها من أشخاص بالقرية، (والحمد لله الله كافيها) حاجة الناس صعبة ولا أريد أن أمد يدي لأحد. والأمل موجود أن الله مع الفقير الذي يعمل بشرف، نؤمن بالحب وأنا أحب رفيقة دربي على الحلوة والمرة زوجتي التي أحلم معها أن أرزق بمولود فهو حلمي بعد أربع سنوات زواج..