الوحدة: 19- 10- 2020
صباح الأمل المتبقي ككسرة خبز يابس في جيوب أيامنا المثقوبة..
ربما كان بائع (اليابس) يرددها لكن على طريقته وهو يجوب أرصفة مدينته بملامح شاردة، فلم تعد تجارته الصغيرة تلك تسد الرمق، ولم تعد أكياس الخبز اليابس اليابس تنهال عليه كهدية متواضعة من النوافذ العالية لأن معظم الأسر بات همها تأمين الرغيف وكفايته وتجنب الازدحام على الأفران في ظل وباء من أهم وسائل وقايته مسافة الأمان والتباعد الاجتماعي..
لم يكن بائع اليابس وحيدا في حيرته.. وجوه كثيرة كانت تشبهه وهي ترتب صباحها على عجل.. تقرأ أسعار المواد الغذائية والملابس على واجهات المحال وتعيد حساباتها للمرة العاشرة ربما قبل شراء حاجياتها..
صباح الأمل المتبقي كقرنفلة عذراء نحملها في قلوبنا كل صباح.. نسألها أن تلملم ما تبقى من احاسيس ضائعة.. تمسح وجوه المتعبين.. تشرب معهم قهوة الصباح.. وتكتب رسائل الشوق للعناوين الأثيرة والأسماء الصديقة والوجوه الدافئة.. تفتش في الأزقة والطرقات والمقاهي وتذاكر السينما وأوراق الصحف القديمة عن ذكريات تعطرت بالصدق والحب وتفوح رائحتها في الزمان والمكان وحنايا الروح..
صباح الأمل.. لمساحات خضراء كانت ومازالت نابضة بالحياة والحب في أعماقنا.. حتى وان احترقت.. نسقيها من ماء القلب كل صباح!
منى كامل الأطرش