بين الشط والجبل.. ما بين حلمي وصحوي

الوحدة: 5- 10- 2020

 

– مدّي يا ريح كفيّك، مدّي أوراقك، وهاتي حروف قامتك، لأكتب في دفتر الوجد قصيدة تعانق الرياح. مدّي يا ريح أغصانك، دعيها تفحّ عطراً، واغسلي بحبّاتها وجعاً تزمهر سنوات.

×××

أسلسي يا ريح عطفيك، فها قد سقطت على جبيني زهرةً حالمة رشتني بنداها، فاعترتني رعدة كما لو أن يداً حنونة لامستني فأحسست بقلبي أوشك أن يطير بلا جناح.

×××

ها أنا أغمض عينيّ فيعودني الحلم، يمضي بي إلى أيامي الأولى، يريني شبابي وقد هبّت عليه الريح، ومرّت به الشواطئ والغابات والجبال، وكذلك قريتي بوحلها وغبارها، خرافها وأبقارها، غاباتها ومقامات أوليائها.

×××

وعاد الحلم, أراني أمي وقد صارت عيناها حفرتين واسعتين من الليل والدموع، أراني صديقي يخاطبني قائلاً: يا صديقي السعادة ليست طائراً نادراً علينا أن نطارده دائماً، السعادة هي طائر أليف وقد يكون موجوداً حتى في باحة بيتنا.

×××

وغادرني الحلم، أفقت مرتاحاً، وخيّل إليّ أنني أسمع أصواتاً شتى، خوار بقرات نباح كلاب، بكاء أطفال، حفيف شجرات، ثم غرق كل شيء في صمته المطبق، وعدت لا أسمع شيئاً إلاّ الصمت.

×××

كان الهواء مفعماً بالشذى، فأحسست بقلبي يكاد يقفز من صدري، فصرخت به:

 انهض يا قلبي، انهض واضرب الأرض، اجعلها تفتح لك أبوابها.

 وللحظة أحسست بأن البحر يحملني بعيداً، غيّبني بزرقته، وأنعشني برذاذ موجاته وعمّدني بملحه.

وما بين حلمي وصحوي، رأيت أيّامي تتثاءب في صبح ممطر.

 سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار