الوحدة 29-9-2020
تنهمر السماء في عيني فأخلع نفسي من براثن السأم والضجر, وأرقب رجع نجوى تتناهب وجهي, فترتعش الخواطر في سهر الورود, وتصدح القناديل بأغاني الضوء الناشر سهراً وسمراً قمرياً, ولكم تمنّيت لو أن الفجر لا يباغتني بطلوعه كي أستعذب مما أنا فيه.
×××
أحسست برأسي تلتهب, وخيّل إليّ بأنني أغرق في حرارة دمي, فتدفقت ذاكرتي كالجدول وهي تريد أن تهتف معلنة بأنها أضحت كالغابة التي اشتبكت فيها قامات الأشجار.
×××
اشتعل الكلام ففاضت القصيدة خارجة من جفون السهر, تساكن حسنها وبهاءها, وتنفتل انفتال السكارى, فخبأتها في حنايا القلب وقد فرّ إلى هواه مرتدياً قميص الرحيل, وقد أسلم تنهّداته الريح التي امتلأت بوشوشات الغيم المسافر.
×××
قاب خفقتين القتني أحلامي إلى مفرش الماء, وقد مدّ البحر سريره.
كان البدر مكتملاً نماء وقد راحت أشعته توقظ نوافذ الفجر, فعمّدت عشب عيني بالملح فاخضرّ رمشاي, وتفتّح الضباب أمام خطواتي ورأيت من حيث رأيت طيفاً يمدّ ذراعيه محتضناً حلماً منتظراً.
×××
مسحوراً بالنعاس المندّى تدثرت بإغفاءة خريفية، كانت دهشة الحلم القادم في تموّجات النوم ترميني على ضفاف الورود التي لجّت في شفاه الجدول برائحتها وعرّشت على حيطان الذاكرة.
سيف الدين راعي