الوحدة 17-9-2020
غالباً ما يزيد ما نعتبره (دعماً) في المعاناة، ويذهب المال المخصص له (هدراً) طالما أنّه لا يحقق الغاية المنشودة منه…
سنفترض أنّ وزارة الزراعة خفّضت سعر طن العلف المخصص للدواجن أو للأبقار والأغنام بمقدار عشرة آلاف ليرة سورية، فإنّ هذا التخفيض قد يرهق الجهة المنتجة، وبنفس الوقت لن يترك آثاراً ملموسة بالنسبة للمستهلك، وتخفيض سعر طبق البيض نحو ألف ليرة لا يعني أنّنا وصلنا إلى الراحة المرجوّة.
كلّ الجهات المعنيّة تعلّمت من القائمين على الكهرباء كيف تحوّل الحدود الدنيا من الحاجة في كلّ شيء إلى أمنيات.. الكهرباء بين كل حين وحين تجعل التقني (4 قطع و2 وصل)، وعندما تعود إلى (3 بـ 3) كما هو الآن فإننا نغرق في الفرح!
كل الرجاء حالياً هو أن ينخفض سعر الفروج إلى ما دون الـ (3) آلاف ليرة للكيلو، وسنعتبر ذلك إنجازاً، لكن هل هذا السعر ضمن قدرتنا الشرائية؟ ونتحدث هنا عن الأسعار الحقيقية عن الأسعار المكتبية!
الطعام ليس بيضاً وفروجاً، وقد تكون أسعار غيرهما أكثر جنوناً وأشدّ إيلاماً، ولكن سقنا السلعتين كمثالين لأنها الأقرب إلى التفاصيل المرّة في حياتنا… من حقّ الجميع أن يتناولوا (اللحم) مرّة كلّ فصل، ومن حقّهم أن يتذكّروا طعم الجبنة والموز، ومن حقّهم أيضاً أن يشربوا ولو (الكولا) الغارقة بغازاتها!
والحياة ليست طعاماً وحسب، فهناك الدواء، وخاصة لأصحاب الأمراض المزمنة (مثل حالنا)، وكان الله في العون، فسعر حبّة الضغط يرفع الضغط!
نخجل أن نلقي نظرة على أبنائنا الشباب في سنّ الزواج، لأننا لسنا قادرين على مجرّد التفكير بـ (تزويجهم)، وهذه المتاعب لم تمنعهم فقط من إكمال (نصف دينهم) بل قد تُهب بالنصف الأول منه!
البنزين تتحدث عنه الطوابير المنتشرة على طول الطرق الدولية وفي جميع الاتجاهات، والمشكلة أنّ لا أحد يشخّص الواقع، أو يدلي بوعوده فيه، وعلى مبدأ (دبّر راسك) يمضي يوم وراء آخر، والمشكلة إلى تفاقم!
نتساءل عن مخارج لمعظم تعقيدات يومنا المنهك، نلتزم الصمت الموجع أغلب الأحيان، فهل تهلّ الحلول الحقيقية، أم سندوّر مواجعنا إلى انتظار جديد؟
غانم محمد