الوحدة 28-9-2024
ثمن الكيلو الواحد من التين لم يتنازل عن عرشه من بداية موسمه حتى نهايته تقريباً، وبعد نظرة شمولية لواقع هذه الشجرة، تحديداً في المناطق الساحلية، يبدو أنها تسلك طريق الانقراض..
شجرة التين هي من أهم الأشجار المثمرة التي تعيش إلى جانب توءمها الآخر الزيتون ضمن المساحات الزراعية والحراجية المتنوعة، فهذه الشجرة تتأقلم بشكل منطقي مع كافة أنواع التربة وضمن الأراضي بغض النظر عن تواجد الأصناف الأخرى السائدة، تنمو بشكل عفوي على الجدران وبين الصخور، وبما أنها تعيش في كافة الظروف المناخية فتعتبر قريبة إلى الحراجية بامتياز، وهي تتعايش بين غابات السنديان وفي الغابات البعيدة عن عناية البشر.
لكن اليوم وفي ظل التغيرات التي تلاحق المناخ والطقس، بالإضافة إلى ضعف العناية بها، وما يلاحقها من حشرات مدمّرة، فقد بدأت تسير إلى الزوال والانقراض، وهذا التراجع يظهر جلياً خلال مواسمها المتواضعة بين أسعار المنتجات الأخرى، إضافة إلى ثبات أسعارها ما بين ال ٢٠ – ٣٠ ألف ل.س، هذا دليل مقنع بأنها في طريق خطير إذا لم تتدخل الدوائر المختصة في مديريات الزراعة بالتعاون من اتحاد الفلاحين، والعمل على إيجاد صيغة آمنة تحافظ على وجودها، عبر إنشاء مشاتل خاصّة بها أسوة بالزيتون، والقيام بتوزيعها بشكل يسير على المزارعين بغية عودتها. والأكثر أهمية، القيام بحملات تشجير خاصّة بشجرة التين داخل المساحات الكبيرة التي طالتها الحرائق، والقيام بحملات توعية عبر الوحدات الإرشادية بضرورة وجودها وتشجيع زراعتها في كافة المناطق الزراعية والبعلية، فهي كنز ثمين بالنسبة للفواكه الأخرى التي دخلت إلى حقولنا كالفواكه الاستوائية، التي لا تقدّم الكثير من العناصر الغذائية مقابل ثمرة التين.. فهل نشاهد حملات تشجير رسمية وشعبية إلى جانب مثيلاتها الخاصّة بالصنوبر على تلك المساحات التي التهمتها الحرائق خاصّة على الكتف الشمالي للمحافظة؟ فشجرة التين تشبه الزيتون والأشجار الحراجية الأخرى التي لا تحب المياه كثيراً.
سليمان حسين