وقال البحر.. فتاة المقعد

الوحدة: 14- 9- 2020

 

تنتقل إلى فتاة المقعد، تجلس على طرفه، ليس هناك سبب يدفعك إلى محادثتها، ولا تدري كيف أرسلت إليها تحية رقيقة، تسألها عن رأيها في الكتاب توضح لك: الرواية مشوقة تنجذب النفس إليها ويميل أسلوب الكاتب إلى البساطة والسهولة، كما تنبت أرض الحديقة الياسمين تنبت كلماته عبق الحب.

تمر لحظات صمت تراقب الفتاة طفلة تلهو، وشريطة معقودة بشعرها كفراشة بيضاء، تحس بشوق إلى صغيرة مثلها، أما هو فيتأمل زهرة رائعة بلون النار، تتحدث الفتاة عن الشعراء العذريين الذين يشبهون القديسين، ويذوبون في محراب الحب، وتذكر كتبا أخرى للمؤلف لا ينتهي فيها الشغف رغم كل شيء، وينشر عبقه في كل مكان تقول لها: أنت تحلمين بأقمار، وبشر أنقياء لماذا ترفعينهم إلى الأعالي؟ قد يخطئون فاغفري لهم، وقد تنغلق نافذة للحب والحلم أمامهم فتنفتح نافذة أخرى.

أنتَ شخص تراك الفتاة قبل دقائق، تظنها امرأة أحلام وخيال، وهي تفكر بك أيمكن أن تكون مشروعاً لزواج قادم؟

ما أكثر الوجوه التي تمر بها! وتتساءل هل يأتي الحب عاصفاً جارفاً أم يكون هادئاً صافياً؟ هل تصبح عاشقة وتتحول أنت إلى زوج؟

ارتاحت بعد لحظات، وانطلقت تحدثك عن الكتب التي تقرؤها، وعن الألحان التي تعجبها، وأنت تلتفت بين الحين والآخر إلى باب الحديقة.

تلمح تلك المرأة التي تترقب حضورها شعرها ينحدر على كتفيها وظهرها، تتقدم منك تقع عيناها على الشابة الجميلة، يرتسم الغضب على وجهها، تشتعل شرارة في نظراتها تنسحب كالمجنونة (هل يريد أن يوقعها في فخ الأشواق كما أوقعني؟ ما أكثر الكذب في الحب!)

يخطر ببالك (أني لم أرتكب ذنباً قلبي طافح بالحياة ويثيرني الفرح لبزوغ فجر جديد كالعصافير، وأمنح البهجة والابتسامة للآخرين).

تعتذر من فتاة المقعد تقف وتسرع لتلحق بالمرأة التي تغادر الحديقة، وقد استبدّت بها الغيرة وانهارت أمانيها من جديد.

عزيز نصّار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار