الوحدة 8-9-2020
لم نعد نتفاجأ، أو نندهش، عندما تتلبّد السماء هنا أو هناك بالدخان، ولم تعد رائحة الحرائق غريبة علينا، بل أصبحنا نتداول ما أسميناه (اصطلاحاً) بـ (موسم الحرائق).
في كل عام، وما أن يدبّ الصيف خطواته الأولى، تتزاحم أخبار الحرائق من كل حدبٍ وصوب…
نركّز في معظم تقاريرنا على ما تنجزه الجهات المختصة بالتعامل مع الحريق (إطفاء- حراج- مديريات زراعة- وحدات إدارية…) فيضيع جوهر الألم، وهو الخسارة الكبيرة التي نتعرض لها سنوياً، والتي لم نتحرك بالشكل الكافي لمنع حدوثها، وإن كان التحرك باتجاه الجاهزية للسيطرة عليها، والحدّ من آثارها جيداً وكبيراً…
ننتظر الحريق، لنتعامل معه، ونحاول السيطرة عليه، والحدّ من مساحة انتشاره، ولكن ألا توجد أية حلول حقيقية لمنع اندلاع الحرائق؟
طرحنا قبل وقت، أن تسمح وزارة الزراعة باستثمار الغابات من قبل القطاع الخاص، وأن يتحوّل قسم من هذه الغابات إلى زراعة الأشجار المثمرة من قبل الوزارة نفسها، أو عبر استثمارها من قبل مواطنين، ما يقلل مساحة الغطاء الحراجي (الحاضن الأكبر للحرائق) ويوفر ممرات سهلة إلى الغابات لأن الأرض المزروعة بالأشجار المثمرة سيتم تخديمها بالطرق الزراعية من أجل نقل المحصول، وحتى ما تبقى من مساحات حراجية يمكن تمهيده لأشخاص مقابل الاحتطاب وببدل استثمار معلوم، ويكون المستثمر مسؤولاً عن إيجاد وسائل الحماية للمنطقة التي يستثمرها، ما يوفّر على خزينة الدولة أموالاً طائلة….
عندما نفكر بالحلول بشكل جدّي سنجدها، أما البقاء على (أهبة الاستعداد) للتعامل مع النتائج فهو غير كافٍ على الرغم من أهميته…
مساحات كبيرة من خضرة بلادنا ترتدي (الأسود) كل صيف، وسحب الدخان، وألسنة اللهب، مشهد لا يلغيه إلا الشتاء فإلى متى؟
غانم محمد