الوحدة: 31- 8- 2020
سُئلت المشاوير عن روّادها، فقالت: يمرّ من نفس المكان الإنسان والحمار، ولا أحد يعتبر مروره نشازاً، وعشب الطريق يتحمّل الكلّ!
×××
الفرق بين الذكورة والرجولة، هو أنّ الذكر – أي ذكر- هو المسؤول عن تلقيح أنثاه لإنجاب (الذرية)، ضماناً لاستمرار الحياة، أما الرجولة فهي صفة لا تنطبق إلا على بعض ذكور البشر.
×××
أصرّ أن ينقل الماء في جيبه.. ضحكت عبر المدى سلحفاة فازت لتوّها على أرنب مغرور في سباق الإصرار والاعتداد بالنفس.
×××
التحفْ، لو شئت بالسماء، أو بما تفنّنت الأيادي الماهرة في صنعه من حرير أو ما شابه، ستشعر بالعريذ دائماً لأنك لم تصغْ روحك كما يجب، تشعر دائماً بأنّك لصّ، ولو نسيَ الآخرون فعلتك.. النار تحرق نفسها، وأوارها يدلّك على حجم معاناتها من لهيبها.
×××
رفضت الإفصاح عن اسمها، لا تريد أحداً أن يخاطبها به إلا من يحبّها، ولا قيمة لهذا الاسم إن لم يبرعم على شفتي حبيبها.. ذات يوم علّق الانتظار مقصلتها، أغمضت عين الحبّ، وماتت على قارعة الطريق دون أن تبوح للريح باسمها.
×××
زغردت على شفتيها (هلهولة) مُرّة كطعم الدفلى، وكطعم الأمل في بلدي، الذئاب تعوي في كلّ مكان.. وجبهة زوجها الباردة حدّ الصقيع لم تعد شمس نهارها.. انكسر (العامود) الذي كانت تستند عليه.. صرخت من أعماقها الصامتة: (يا سندي)، وأبت إلا أن ترافقه ولو إلى وحشة قبرين متجاورين.
×××
في منتصف الطريق إليه، تذكّرت أنّه لم يقدّم لها هدية في عيد ميلادها الأخير، ومع هذا مضت إليه، وزجاجة العطر تضجّ في حقيبة يدها.. الحبّ تضحية وتسامح، هكذا أقنعت نفسها.. صعدت درج بيته الذي يحفظ إيقاع خطواتها.. ضرب باب البيت بكلّ الفرح.. كان حبيبها يحتفل بعيد ميلاده مع فتاة أخرى.. انسكب العطر على الدرج.. لم تستطع السنوات إزالة عوالق العطر.. طلّق مرّتين.. وثلاثاً… ومازال العطر يسأل عن صاحبته..
غانم محمد