الوحدة 26-8-2020
يُقصد بمفهوم التخطيط هو التجسيد الحي لدور الدولة الاقتصادي والاجتماعي ويُمكن تعريفه بأنه الأسلوب العلمي والدقيق في تحقيق أوجه التنمية بواقعية في ظل مظلة اقتصاد موجه، وتقول القاعدة العامة بأن عاملي التخطيط و السوق يتكاملان في إدارة الموارد وحسم النزاعات حول تخصيص أبواب الموارد و تنميتها ولا يخفى بأن مصداقية التخطيط تتجلى بدقة في القدرة على تحويل ما يُرسم من خطط إلى واقع فعلي وفق عوامل محددة تتمحور في:
– حُسن التخطيط الذي ينبثق عنه جودة الإطار المؤسسي والنواحي الفنية في إعداد الخطط وشيوع موقف إيجابي من مفهوم التخطيط.
– الحرية المتاحة للمخطط في اتخاذ القرار.
– كمية المتغيرات الخارجية ووزنها الفاعل في سير الحركة الاقتصادية العامة للدولة، ويجب عدم التغافل عن أن وجود القطاع العام يُشكل مُرتكزاً هاماً جداً من مرتكزات تفعيل دور التخطيط حيث تظل الحكومة في النهاية ممثل ملكية الشعب بأسره في كل ميادين القطاع العام.
يُعتبر الإنماء عمل إرادي لا يتحقق بشكل تلقائي و إنما يستلزم طرف إرادة محددة وقوة كافية لتبديل الواقع، وهناك عدة أمور تقف خلف مفهوم الإنماء يُوجز منها:
– تبلور رغبة عامة في تحقيق أهداف مغايرة لتطلعات قوى السوق التلقائية.
– إمكانية تحويل الإرادة السياسية إلى أفعال ملموسة.
– عدم اعتراف السوق لطبيعته إلا للشريحة المالكة للقدرة الشرائية، وبناءً عليه فإن التخطيط يسعى إلى ترشيد عمل آليات السوق وتدارك عدد كبير من الفجوات الناتجة عن قصور ذلك العمل، ومن المعلوم للجميع بأن المنظومة التخطيطية في مثل هذه الظروف الراهنة يجب أن تحتوي على النقاط الرئيسية التالية:
– النموذج الاقتصادي الكلي متعدد القطاعات من خلال عرض بدائل مختلفة وبيان نتائجها على عموم المسارات الاقتصادية.
– التخطيط الاستراتيجي من خلال زيادة دور التخطيط التأشيري وإفساح رقعة كبيرة وهامش واسع من جوانب الاقتصاد أمام القطاع الخاص.
– تخطيط الطوارئ للاستعداد لمواجهة شتى الصدمات الخارجية وازدياد درجة انكشاف الاقتصاد وتعرضه لهزات مفاجئة.
– توفر نظام إنذار مبكر و التحلي بأعلى درجات اليقظة والحيطة في حال ضرورة استدعاء تبديل الافتراضات والأهداف، وتتمحور طرق التخطيط الساعية لترشيد عمل آليات السوق إلى:
– قسم إرشادي من خلال سلسلة من الندوات وورشات العمل للتعريف بعملية التخطيط بمعناها الدقيق.
– قسم تنفيذي يُعنى بطرق تنفيذ شتى البنود المتوافق عليها.
تجدر الإشارة إلى أن للتخطيط وظائف عديدة يمكن تلخيص أبرزها في:
– القيام بدراسة مستقبلية للسوق.
– تخفيض درجة عدم اليقين حول المستقبل.
– تخصيص الموارد على أمثل وجه و أفضل شكل.
– اعتبار النشاط التخطيطي أداة تربوية وأسلوباً مناسباً لتغيير السلوك ووسيلة من وسائل و أدوات الإقناع للتطوير والتوسع، ومن المعلوم بأنه لا قيمة لأي خطط أو آليات تخطيط تُرسم على الورق فقط ولا تجد سبيلاً للترجمة إلى واقع عملي لأنه عندها ستكون فاقدة للمصداقية ومنتمية لعالم الأمنيات وحبال الأحلام، وعموماً فكلما ازدادت قابلية وشهية المجتمع للتخطيط كلما اتسع الحيز الممكن إخضاعه لذلك وهذا يعني إمكانية بلورة خطة مناسبة لسائر شرائحه يمكن وضعها على سكة التطبيق بدرجة معقولة من الفاعلية والكفاءة.
د. بشار عيسى