الوحدة 12-8-2020
يُطلق هذا المسمى بشكل عام على الوسيلة الميكانيكية التي تقوم ذاتياً بأعمال يُؤديها الإنسان عادة ، و هذا الاسم مأخوذ من كلمة (روبوتا) والتي تعني في ترجمتها العمل الشاق.
وكانت الروبوتات المحور المهم الذي دارت حوله الكثير من القصص الخيالية بشكل كبير ردحاً طويلاً من الزمن ولكنه حقيقة في الوقت الحاضر قليل الشبه بالإنسان الذي صُور به الروبوت في الخيال العلمي، فهو مجموعة من الأدوات الميكانيكية التي يتحكم فيها كومبيوتر مُبرمج لتؤدي أعمالاً عديدة ومهاماً مفيدة ومختلفة كصناعة السيارات وتجميعها وكذلك مساعدة الطبيب الجراح في إتمام مهمة إجراء العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة، وكما يُمكن للروبوت أداء المهام المرهقة والخطرة والحساسة بسرعة كبيرة جداً ودقة ومهارة عاليتين تفوقان بكثير ما يستطيع فعله الإنسان الطبيعي، وتزداد أهمية دور الروبوت في إحراز بصمات راسخة وتقدم لافت على صعيد شتى ميادين العمليات الصناعية التي تُنجز وتُؤدى بمساعدة الكومبيوتر.
غيرت أجهزة الكومبيوترات الحياة البشرية بشكل جذري واليوم تُغير تقنيات الروبوت حياة الإنسان في العصر الحالي فالجميع يعرف ما أحدثته الروبوتات في عالم صناعة السيارات بزيادة سرعة خطوط التجميع، إضافة إلى أن الربوتات أتاحت رؤية أماكن لم يصل إليها بني البشر ولا يُستطاع زيارتها أبداً كجوف الأرض وأعماق المحيطات، ومع قادم الأيام سوف يشهد العالم ربوتات ذات ذكاء صناعي قادر على محاكاة الإنسان وسيكون لديها الوعي الكافي للقيام بأي عمل كان يُؤديه الإنسان كالروبوت الجراح الذي سيحل مكان الأطباء في ميدان الجراحة بمختلف مناحيها ضمن غرف العمليات المختلفة.
انتفعت الجراحة كثيراً بما أُحرز من اكتشافات وتطورات في عدد واسع من ميادين العلم ونواحي التكنولوجيا، فقد تطورت أغلب أدوات الجراحة ورُوعيت في أشكالها ومواصفاتها واستخداماتها عوامل الدقة العالية والقيمة المميزة والبراعة التشخيصية الثاقبة، ومن الجدير الإشارة إلى أن محور عمل الروبوتات الجراحية ينحصر في غرف العمليات بتقديم المساعدة الآلية للجراحين كونها ما زالت حتى الآن تحتاج فعلياً إلى إشراف الجراح البشري لتشغيلها ووضع التعليمات لها والتحكم بها عملياً، ويتم الاعتماد على الروبوتات للحصول على أعلى درجة ممكنة من الدقة في فحص مجمل الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان والاقتراب بوضوح من موقع مكان الجراحة أكثر مما تتيحه الرؤية البشرية المباشرة وكذلك العمل على مقاييس جراحية أصغر مما كانت متاحة سابقاً.
من المعروف أن أي عمل جراحي يحتاج إلى مجموعة أطباء من عدة اختصاصات وكادر تمريض متكامل، بيد أن الروبوت الجراحي سوف يحد من تعداد كل الأشخاص في قاعة العمليات ومما لا شك فيه أن اختصار العدد اللازم لإجراء شتى العمليات الجراحية سوف يُقلل من تكاليف العمليات المادية الباهظة، ولعل من أنجح مميزات الجراحة الروبوتية هو الحصول على قدر كبير من الدقة وخفض معدل الإصابات خلال عمليات الجراحة، وتقلل الجراحة الروبوتية من الجهد المبذول من قبل الطبيب الجراح والذي كان يحتاج إلى ساعات طويلة شاقة ومتعبة، ومع تطور قدرات الكومبيوتر والذكاء الصناعي بشكل متسارع ولافت فمن الممكن تصميم روبوت يُحدد مكان الشذوذات في الجسم البشري والقيام بمعالجتها جراحياً من دون أي توجيه خارجي من أحد ما.
د. بشار عيسى