الصيد في بانياس.. مهنة توارثها الأجيال وهي بحاجة لمزيد من الدعم

العـــــدد 9555

الإثنــــــين 23 آذار 2020

مهنة توارثها بعض أهالي بانياس عن آبائهم وأجدادهم، أحبوها فانتشلتهم من الحاجة، وجعلتهم قادرين على العيش، في بانياس من لم يمتهن الصيد تجده هاوياً يقف على الشاطئ مع سنارته ينتظر رزقه..
في جولتنا كان هدفنا إلقاء الضوء على من سلم رزقه لله وتحلى بالصبر فكانت لقاءاتنا الآتية…

بداية التقينا رئيس جمعية صيادي بانياس خالد مرعي فقال: هناك نسبة كبيرة من الصيادين، حيث يتجاوز عدد الصيادين المالكين للزوارق ٤٠٠ زورق ويخت، ومعهم حوالي ٣ أضعاف هذا العدد من الأشخاص الذين يعملون معهم، وذلك حسب حاجة المالك والعدة المتوفرة لديه، وينتسب الصياد إلى الجمعية بعد تقديمه للرابطة الفلاحية التي تقوم بضمه إلى سجل الصيادين المنتسبين لجمعية الصيد، وبعدها يحصل على ترخيص من الميناء يتجدد كل عامين برسم رمزي، وبالنسبة لعوامل الأمان يجب أن يزود كل قارب بعوامل النجاة كافة من (كعكات النجاة والجاكيت بالإضافة لوجود صيدلية فيها أدوية وغيرها من الأدوات الضرورية لضمان القيام بالإسعافات الأولية في حال حدوث أي طارئ)، كما تقوم دائرة الموانئ في الأحوال الجوية السيئة بإغلاق الميناء حرصاً على الصيادين، أيضاً لفت إلى وجود خدمة تحصيل الزوارق حيث يتم رفع الزورق برافعة من البحر إلى البر ويكون الإصلاح بسعر رمزي وضمن الميناء.
وعن مطالب الصيادين قال: منذ فترة تم تسجيل أسماء الصيادين من قبل الهلال الأحمر لتقديم معونة لهم وهي عبارة عن شبكة صيد وحتى اليوم لم يتم تسليم الشبكات، علماً أن أسعار شبكة الصيد باتت مرتفعة جداً فقد كان سعر الشبكة سابقاً ٥٠٠ ليرة، واليوم سعرها ٧٠٠٠ ليرة سورية، لذا نتمنى تزويدنا بها، فالصياد الذي كان يعمل ب ٧ شبكات بات يعمل ب ٥ شبكات، أيضاً هناك الغاز، نحن بحاجة ماسة للغاز في الميناء لأن الصياد بحاجة إلى ضوء (اللكس) لأنه يسحب السمكة على مدى خمسة أمتار من الزورق وبسبب قلة الغاز لجأ الصيادون للبرجكتورات والإضاءة القوية التي تسحب الأسماك الصغيرة جداً (البذرة) وعند عملية الصيد وجرف السمك الموجود تموت هذه السمكة الصغيرة وحرصاً منا على الثروة السمكية فإننا نطالب بتوزيع الغاز على الصيادين كما يتم توزيع المازوت من قبل الجمعية حيث يمنح كل صياد ٢٠٠ ليتر كمخصصات عن طريق البطاقة، كذلك كان الصيادون يعانون من مدخل الميناء بسبب تراكم الرمل لكن تم التعاقد مع متعهد بعد إجراء مناقصة لتعديل الوضع.
وعن عملهم قال السيد خالد الصيد مهنتنا (أب عن جد) ولهذا أغلبنا لا يقوم بعمل آخر، صحيح أن هناك أيام قلة ولكننا نصبر حتى يعود الخير وتبدأ أيام القلة من شهر تشرين الثاني ويعود الخير في شهر شباط وذلك لأن السمك يبحث عن الدفء وفي أشهر القلة تضيع أسراب السمك وقد تستغرق عملية البحث حوالي الشهر وذلك عن طريق جهاز يكشف العمق وطبيعة الأرض وكمية السمك الموجودة وأفضل أوقات للصيد هي الصباحية من الساعة ٣ صباحاً حتى العاشرة صباحاً وأخرى من الساعة ال ٤ مساءً حتى العاشرة مساءً بينما الكثير من الصيادين يتوقف عن الصيد عندما يكون القمر بدراً لأن السمك يرى الخيط.

أسعار السمك
أكد مرعي أنه يتم تسعير السمك بالاعتماد على كمية الصيد المتوفرة لكل نوع ومع زيادة الكمية يكون السعر أقل، أيضاً في حال بقي كميات في السوق يتم خفض السعر حتى لا يفسد السمك، كما أن للطقس دوراً في هذا الموضوع فالرياح الشرقية تجلب أنواعاً محددة من الأسماك وكذلك الرياح الشمالية تجلب السلطان إبراهيم والغبص وغيرها أما الهواء الغربي يجعل السمك هادئاً خوفاً من العواصف، وهناك أسماك قليلة ومن الصعب الحصول عليها لذلك يكون سعرها مرتفعاً، وتتميز بانياس بأسماكها بسبب المرعى الموجود حيث يوجد الصخر والرمل والمحجر والرغل والقرون وهذه الطبيعة غير موجودة إلا في بانياس والسبب كثرة المياه الحلوة التي تصب في البحر كنبع الباصية الذي يتجمع حوله الأسماك التي تحب المياه حلوة بالإضافة إلى الأنهار، وفي الختام وجه رئيس الجمعية شكراً كبيراً لمدير ميناء بانياس الرائد منهل علي لتعاونه الدائم وسعيه لتوفير ما يحتاج إليه الصيادين وتذليل كافة الصعوبات.
وفي لقائنا مع الصيادين، قال أحمد مصطفى بصو: الصيد رائع وهو كاف لنا ولا نحتاج لعمل إضافي فأنا يعمل معي ٥ أشخاص وهم ممن يعيلون عائلاتهم، وأيام العطل تعوضها أيام العمل، ونتمنى أن يتم تزويدنا بالغاز لأننا في موسم الصيف نحتاج لضوء (اللكس) ولكن بسبب عدم توفره نلجأ إلى الإضاءة القوية وهي غير جيدة للأسماك الصغيرة.
أحمد جميل: الرزق على الله، أيام يكون جيداً وأيام أخرى يكون سيئاً، ونتمنى أن يرفعوا مخصصات المازوت خاصة لمن يملك محركاً كبيراً وأحياناً أشتري (حراً) مما اضطرني لبيع اللانش الكبير، وبالنسبة لمواد الصيد فعي متوفرة ولكنها غالية الثمن وهذا له تأثير على أسعار السمك، وقال صياد آخر نتمنى أن يتم تزويدنا بالشبكات التي وعدنا بها من الهلال الأحمر بعد أن سجلوا أسماء الصيادين.
محمد طيبة: أعمل فقط بالصيد والوضع الجيد ولكن نتمنى أن يتم زيادةمخصصات المازوت.
كذلك قال أحمد محمد طه: الصيد لمن يعمل به جيد جداً و أنا أصيد بالقفص وليس لدينا أي مطالب.
وفي جولة لنا التقينا بعض أصحاب المحال التجارية، قال السيد بشير موسى: يتم تسعير السمك حسب العرض والطلب وإقبال الناس بشكل عام وعند وجود فائض يتم توزيعها على المحافظات ولو بسعر أقل حتى لا تفسد حيث يمكن تركه ليوم واحد، ونحن نتعامل على نظام الكومسيون (عمولة) بنسبة ٨%.
وكذلك قال السيد توفيق الخامية: بيع السمك ممتاز ويتم بيعه كل يوم ومن النادر أن تبقى كمية من السمك ويسعّر السمك حسب كميته ويتم شراؤه عن طريق المزاد من الصيادين.
أيضاً التقينا صاحب محل فقال: إن ارتفاع أدوات الصيد يتناسب مع ارتفاع الأسعار عموماً ولكن كافة الأدوات متوفرة وهذه ميزة جيدة وأضاف: نتأمل الخير خاصة أن الصيف قريب وموسم الصيد في هذا الفصل.
وفي لقائنا مع بعض هواة الصيد السيد مصطفى قال: الصيد بالنسبة لي هواية وأحضر إلى البحر في أوقات الفراغ لأصطاد بعض السمك وخاصة عندما يكون الجو صافياً وصاحياً لأن الماء العكر يجعل السمك يختبئ.
كذلك أبو أحمد قال: أنا موظف ولكن بما أن اليوم عطلة والجو لطيف فقررنا قضاء بعض الوقت في الصيد للتسلية حيث يبدأ موسم الصيد الجيد في آذار ونيسان وأيار وتشرين.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار