الصيــادون في مينـــاء جبلـــة وحديـــث عميـــق عن الوجـــع والصعوبـــات

العـــــدد 9555

الإثنــــــين 23 آذار 2020

ذهبنا إلى ميناء جبلة حيث التقينا الأستاذ خالد مثبوت رئيس جمعية الصيادين في ميناء مدينة جبلة الذي حدثنا عن الجمعية وهي تابعة لاتحاد الفلاحين، سألناه عن الجمعية ودورها في حل مشاكل الصيادين وما يواجهونه من صعوبات فقال: نحن عملنا خدمة الصيادين بالنسبة لتوزيع المازوت والإحاطة بطريقة التوزيع، وبالنسبة للأمور التي تتعلق بمشاكل الصيادين، نقوم بحل أي سوء تفاهم أو إشكال بين صياد وآخر، وهي إشكالات عادية لا تعرقل عمل الصيادين، هم يذهبون في الصباح الساعة الثامنة أو التاسعة، أو في الليل ليعودوا بعد وقت العشاء.
أما المشاكل التي تعيق الصيادين بأيام النوّ وجود أحجار، وعدنا من قبل السيد مدير الموانئ بإزالتها في بوابة الميناء أي تعزيل الميناء، ونتأمل أن تحل هذه القضية بحيث يصبح من الإمكان أن ترسو المراكب في أماكنها بسبب قلة العمق لأنها مردومة بالأحجار والرمال، هذه المشكلة قديمة وتجددت لأنها تشكلت بسبب المد والجزر، وبوابة الميناء (المكسر)، وقد رفعنا طلباً لإنشاء مكسر غربي المكسر الرئيسي، هذا من الزاوية الغربية يعمل كمكسر ثانٍ فيصبح هذا محمياً وبحيث لا تتخسر الدولة، ففي كل عام تتساقط أحجار ويجلبون متعهداً فتكون التكلفة كبيرة، حيث أن المكسر الثاني حماية وأمان بالنسبة للصيادين، فلا داعي بالليل أو حتى في النهار حين يكون الموج خفيفاً، فقد حصلت حوادث مؤسفة كوفاة أب وابنه اللذين فقدا بسبب الصخور الموجودة، وأيضاً انقلاب مركب ثانٍ، لذلك نتمنى من المسؤولين الذين يهمهم أمر الموانئ والصيادين أن ينتبهوا لهذه الناحية، ومن الضرورة جداً تعزيل الميناء والبوابة من الصخور المتواجدة، فلو أتى غريب وأراد أن يدخل إلى هنا، وليست لديه دراية بهذا الصخر العائم كونه مغموراً سيتحطم المركب، وإذا كان من الممكن إنشاء مكسر ثان من الزاوية الغربية فسوف يكون ميناء جبلة حصيناً جداً والصياد بأمان.
وأضاف الأستاذ مثبوت: جمعيتنا تعاونية لا تمويل لدينا أو مردود، نحن نساند بعضنا في حال عجز أحد الصيادين عن دفع مبالغ أو تعرضه لحادث صحي ما، وأنا لي ١٢ عاماً رئيس جمعية أخدم الناس وأتمنى من أجلنا جميعاً أن نصبح كمحافظة طرطوس، فالصيادون هناك قد منحوا من قبل السيد محافظ طرطوس رخصة غاز ومازوت، أما نحن (ننقطع) من المازوت دوماً حيث كانت لنا حصة من المازوت لكن راحت علينا في الشهر الماضي، نحن مخصصاتنا من المازوت ثلاث حصص نأخذها كل شهر، أحياناً يحدث تأخير أو تذهب للأسف.

أيضا التقينا مجموعة من الصيادين وكلهم لا يملكون مهنة سوى الصيد، منهم الصياد عبد السلام جازة، أب لسبعة أبناء له ٣٥ عاماً في الصيد قال: حياتنا صعبة ومتعبة، أذهب للصيد حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحاً ويكون الوضع صعباً للغاية في الشتاء بسبب عوامل الطقس.
الصياد رامي كفاح عمر والصياد صلاح محمد ديب النور أيضاً تحدثا عن صعوبة العيش وعدم امتلاكهما وسيلة أخرى لإعالة أسرتهما سوى الصيد، يكون عليهما أن يسددا للسوق كما كل الصيادين ديوناً ترتبت عليهم بسبب إجراء تصليحات للمركب والصيد لا يكاد يفي بالربع.
الصياد إبراهيم الفران تحدث عن أمر هام للغاية: نربط اللانشات هنا على الرصيف بسبب عدم وجود عمق كبير في مكان ربط اللنش، شبر لا يوجد، لذلك في كل مرة أنوي الخروج على أحدهم إحضار لنش يشدني ويخرجني، وتابع: الموانئ حفروا لنا الميناء وكان غير بحاجة للحفر والتعزيل من أول الرصيف إلى آخره، ليأتي المركب ويُثقب مما يكلفني أنا وزملائي حوالي ٥٠٠ ألف ليرة.
هي معاناتنا كلنا يجب أن يكون العمق من خمسة إلى ستة أمتار بحيث لا يتعرض المركب للأذى الناتج من ضربه بالحجر كل ما خرج اللنش، أيضاً لماذا علينا في كل عطل أن أجلب رافعة من اللاذقية تكلفني ٥٠ ألفاً وإذا كان المركب كبيراً نتكلف ١٠٠ ألف، كلنا نستدين من ساحة السمك لنسدد تكلفة إصلاحات ولنصرف على عيلنا ففي كل مرة أحضر (معلم) من اللاذقية بسيارته وعلي أن أدفع له ٢٥ ألف ليرة (يوميته) غير أكله وشربه وثمن البنزين، لدرجة أن وصلت الديون علي إلى ٨٠٠ ألف ليرة.
انضم مجدداً السيد خالد رئيس جمعية الصيادين لحديث الصياد إبراهيم وقال: حين صب المهندسون الرصيف وتركت منطقة لكي نعمل منها مزلقين في المستقبل، مزلقان لسير المراكب والصيانة، توفر على الصياد، بحيث يكون لدينا رافعة عوضاً عن جلبها من اللاذقية فالمركب بشكل عام يحتاج لصيانة كل ستة أشهر في حال وجود عطل أو لا فالماء يؤثر على تركيبته نتيجة طبقة مواد تتشكل عليه.
وبعودتنا إلى الصيادين أكدوا أن الهلال الأحمر والأونروا وعدوا أكثر من مرة بتقديم مساعدات للصيادين لو كانت قليلة وإلى الآن لم يصل شيء، أيضاً تحدثوا عن فرض ضرائب كهرباء كبيرة غيابية على مالكي المستودعات رغم عدم وجود سوى لمبة واحدة في كل مخزن،
هذا وطالب الصيادون اسوة ببانياس بحنفية ماء وبكهرباء أفضل من جهة إنارة الميناء بشكل أفضل ، أيضاً إصلاح الفنار الذي يضيئ للسفن وهو معطل منذ حوالي عام تقريباً، وتحسين مستوى الصرف الصحي في الميناء.
يذكر أن جمعية الصيادين تابعة لاتحاد الفلاحين بالاسم فقط وأن أي رقم مادي مهما قل نتيجة إصلاح أو حادث يهرب الاتحاد منه مما يثير استياء الصيادين.

سماح العلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار