الســكن العشــوائي في اللاذقيـة.. حـزام قلـق يتمـدد مثـل بقعـة زيـت.. مناطق المخالفات وقلة الخدمات كثافة سكانية عالية..

العـــــدد 9546

الإثنــــين 9 آذار 2020

 

المناطق العشوائية مناطق سكنية غير منظمة بنيت بدون ترخيص من قبل الجهات المختصة في مجالس البلدية والمحافظات، وهي من دون أدنى شك تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وتقع خارج طوق المدينة أو ضمن ضواحيها، والكثير من الأبنية القائمة تبنى عشوائياً دون تخطيط عمراني ما ينتج عنها مناطق مشوهة عمرانياً ومعمارياً يصعب معها الإصلاح، كما يمكن رصد الكثير من السلبيات الناتجة عن السكن العشوائي منها نقص الكثير من المرافق العامة كالصرف الصحي وتنظيم شبكات الكهرباء والمياه الصالحة للشرب بسبب الازدحام الشديد للمباني وعدم تنظيمها مما يترك فراغات فيما بينها ناهيك عن هذا أو ذاك فإن للبيئة نصيبها من ذلك، فدرجة التلوث بكافة أشكاله يساعد على زيادة الأمراض، والخدمات الاجتماعية والمتعلقة بالمدارس التعليمية والمراكز الصحية وغيرها فلا وجود لها إلا ما ندر وقل، كما يغلب على هذه المناطق الطابع الريفي ويظهر ذلك في العادات والسلوكيات السائدة، وبعد كل ما تقدم من خلال استعراضنا للملامح العامة لبيئة السكن العشوائي نلاحظ بأن هذه المناطق تشمل معدلات عالية جداً من الازدحام سواء كان بالكتلة السكنية أو بأعداد السكان.

من خلال جولتنا إلى أحد أحياء العشوائيات زرنا حي قنينص فلاحظنا نقصاً في الخدمات العامة والاجتماعية والصحية والبيئية بالإضافة إلى كون المنازل فيه مخالفة وتم بناؤها بطرق غير مدروسة، فلا تطوير لهذا الحي، فشارع الحي الرئيسي يتميز بأزقة وحارات ضيقة وزواريب كثيرة ومتعددة، ولا يمكن دخول أي آلية أو مركبة إليه، كما أن البناء متلاصق بعضه على بعض والمداخل غير منظمة فكثير من الأحيان تعجز عن إيجاد منزل تقصده مباشرة.
* أحد أهالي الحي قال: غير راضين عن الخدمات في حينا، فالكثير من المواطنين يقومون بشراء الشقق في مناطق المخالفات بسبب ارتفاع أسعار أجور المنازل والبيع، وعدم قدرة الكثير على المعيشة في مستوى متوسط يدفع الكثيرين إلى اللجوء لهذه المناطق، فالسمة الأساسية لهذه الأحياء هي تكديس السكان والمساكن والمباني، وعدم وجود الخدمات الأساسية ما يؤدي إلى انتشار الأمراض، ومن المفترض على الجهات المعنية تقديم على الأقل الخدمات الأساسية.
* أم خلدون من أهالي الحي: في هذا الحي لا تتوفر الحياة الكريمة مثل أي شخص يسكن في المدينة وتكاد مشاكل هذا الحي لا تنتهي، فبعيداً عن مشاكل الكهرباء وعدم انتظامها وكثرة أعطالها فأنه بالمقابل هناك شح في المياه والكثير من الأزقة والحارات في هذا الحي يوجد ضمنها الكثير من المياه الآسنة المتسربة من منزل أو مجرور متآكل عبر الزمن نتيجة الإهمال ويوماً بعد يوم يزداد عدد القاطنين في هذا الحي.
* وتقول أم محمود: في الشتاء عندما تهطل الأمطار تجري السيول حاملة معها مختلف أنواع الأوساخ والقمامة والأتربة ولا أخفيك أن المطر يساعدنا على تنظيف قذارات القاطنين لكن بعد ذلك يصبح الحال على ما هو عليه، وفي فصل الصيف يكون الأمر مزعجاً جداً، فروائح القمامة تنتشر في كل مكان، كما تتكاثر الجرذان والبعوض، كما أنه لا يمر يوماً دون تسرب لمياه من المجارير ودفعنا حديثنا معها إلى السؤال عن ترحيل القمامة فحدثنا زوجها (حسان الخالدي): في هذا الحي وكما تشاهدين تمتلئ الزوايا بالأوساخ فلا أحد يقوم برمي القمامة بطرق نظامية وفي موعدها ضمن الحي، والسبب هنا ليس عمال النظافة بل السكان القاطنين من جهة ومن جهة أخرى قلة تخديم الحي بسيارات جمع القمامة، مما يؤدي إلى عشوائية في رمي القمامة من قبل الجميع، ففي كل يوم تحصل مشادة كلامية بين الجوار بسبب نقص الخدمات والرمي بطرق عشوائية لذلك نرجو من الجهات المعنية الاهتمام بهذا الحي وإعادة النظر بخدماته.
* ويقول حسان جورية: بالرغم من نقص الخدمات المتوفرة ضمن الحي فنحن نعاني أيضاً من الازدحام والانتظار الطويل على وسيلة نقل فلا توجد باصات تابعة للنقل الداخلي، ونقع تحت رحمة أصحاب السرافيس الذين يعملون بمزاجية، إذ ننتظر طويلاً لتصل إلى أعمالنا.
* وحول ذلك حدثنا السيد شادي قرقماز مدير التخطيط ومعاون مدير الشركة العامة للنقل الداخلي الآتي:
إلى حد ما ليست وسائل النقل متوفرة بشكل كافي في مناطق المخالفات كون هناك أسباب مختلفة لكن غالبية هذه المناطق مخدمة بسرافيس نقل عامة لكن هناك إجراءات قامت بها الشركة خلال الفترة الماضية وذلك برفد بعض باصات النقل الداخلي إلى هذه الأحياء والتي تعتبر بمناطق المخالفات، فعلى سبيل المثال قامت الشركة العامة للنقل الداخلي بتسيير باص إلى حي الدعتور وكذلك الحال إلى حي الرمل الجنوبي، وإن لم تكن كافية فهناك الكثير من مناطق المخالفات مخدمة بأعداد لا بأس بها من السرافيس العاملة ضمنها وبأوقات محددة.

ما أفسده الدهر!
وبنظرة على بعض الأحياء التي تسمى بالمخالفات التي زرناها فإن آراء شرائح كبيرة منها كانت تقريباً بنفس المستوى كما أن الملامح التي شاهدناها قمامة منتشرة في الشوارع وأزقة مزدحمة بالناس ولا يدخلها الضوء ولا المواصلات والشوارع الرئيسية فيها اختناقات مرورية، بالإضافة إلى كثرة الحفر فهي بحاجة إلى تزفيت.
* وحول مناطق المخالفات (العشوائيات) حدثتنا غيثاء إبراهيم دكتورة علم النفس: إن سكان العشوائيات غالبيتهم هم من سكان الأرياف والقادمين من المحافظات الأخرى الذين لم يستطيعوا السكن في قلب المدينة فاتجهوا إلى العشوائيات وقاموا بمزاولة الأعمال غير المنظمة مثل العمل في ورش التجارة والحدادة والباعة المتجولين والعمل في المطاعم وغيرها، فالسكن العشوائي أو الفوضوي غالباً ما يتم دون ترخيص ويبنى بمواد غير ثابتة ولم يراع فيه الشروط الصحية العامة كمياه الشرب والصرف الصحي وغالباً ما تكون البيئة الأساسية للمرافق والخدمات غير سوية للحياة العادية والكثير من هذه الأحياء التي تسمى المخالفات تعتبر مأوى رئيسياً للأعمال غير المشروعة وتعود مشكلة مناطق المخالفات بسبب التوسع العمراني للمدينة وعدم توفر فرص عمل لكثير من الشباب واليوم لا يوجد حل لهذه المشكلة بأي طريقة من الطرق إلا بتقديم المزيد من الخدمات الكاملة وتطوير هذه المناطق العشوائية.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار