بغياب مقومات التجارة الالكترونية.. لا يزال التسويق الالكتروني بدائياً

 الخميس 12-12-2019

العدد: 9488

 

محمد سلمان إدناوي مبرمج ومطور (ويب) مختص، ومجاز في تكنولوجيا معلومات الأعمال والتجارة الالكترونية، مهتم بأمن المعلومات الرقمية وأنظمة التشغيل قال: تطبيق التجارة الالكترونية هو ببساطة أن أشتري سلعة كنتيجة للتسويق الالكتروني، ويكون بشكله الأمثل عندما يتم شحنه إلى مكان الإقامة (المنزل)، بوجود مقومات التجارة الالكترونية هي (جهاز ذكي لوحي أو كمبيوتر، مزود خدمة الأنترنت، مزود خدمة التجارة الالكترونية.. أمازون – علي بابا – eyby ، مزود خدمة الدفع الالكتروني byhdl، الناظم الحقوقي، شركات الشحن) وتعتمد على أي تعامل تجاري يتم عن طريق الأنترنت، يتم بين طرفين (فرد لفرد، أو شركة لفرد، أو شركة لشركة) بحال كانوا مؤهلين للتجارة الالكترونية كتطبيقات بالعالم، هناك 60 -70 % من التعاملات التجارية تستند بشكل أساسي على التجارة الالكترونية، إن كان عن طريق شراء سلع عادية، أو مواد أولية بين الشركات، التعامل يكون عن طريق متجر الكتروني أو بوابات خاصة عندما يكون التعامل خاص بالشركات.
وعندما تكون بالنسبة للأفراد تعرض السلع في هذه المتاجر وفق تصنيفات محددة.
مزود خدمة التجارة الالكترونية يقوم بعرض الخدمة على موقع الأنترنت، حيث يتم الدخول على هذا الموقع أو البوابة كفرد أو كشركة، ويتم التسوق من خلال هذه البوابة، وعدة ما يتم الربح عن طريق النسب، أي تأخذ الشركة أو الفرد حسب البنود المتفق عليها في اتفاقية الترخيص المذكورة بالموقع الالكتروني، وبالنسبة للشحن، كانوا سابقاً يعتمدون على طرق الشحن التقليدي التي تعتمد على العنوان التقليدي، وهذا من معوقات الشحن في سورية، من عدم عنونة المنازل أو الفعاليات التجارية، واستطاع سوق (أمازون) أن يطور الشحن عن طريق (الدرونات) المؤتمتة بدقة عالية لأن العناوين تفصيلية وثابتة، مما يسهل الشحن.
من إيجابيات التجارة الالكترونية اختصار الوقت والجهد وسهولة التعامل واختيار منتج ما من بين آلاف العروض مع إيصاله لمنزل الشاري، فالتسوق الالكتروني يحقق قيمة مضافة من أرباح، بما يقدمه من تحليل للمعلومات التي جمعها عن طريق الوسائل الالكترونية مع التنوع والعروض لمنتج واحد، هناك منافسة بموضوع الشحن أو الحسومات ضمن شروط الحماية القانونية.

 

 

وفيما يخص الدفع الالكتروني: أشار إدناوي إلى أن هناك مواقع مختصة (أمازون، علي بابا، eBye) تعتمد الدفع الالكتروني الذاتي أو خدمة مضمنة للدفع الالكتروني بسبب موثوقيتها العالية بإدخال بيانات بطاقة الدفع الالكتروني للزبون، ويتم اقتطاع تلقائي عند شراء أي سلعة أو منتج، بينما شركات الدفع الالكتروني ومنها (باي، فهي شركة دفع الكتروني وسيط، تستخدم عندما يكون الموقع ناشئاً ذا موثوقية منخفضة، وتعتمد كطرف ثالث بين 10 لشركة والزبون من أجل عملية الدفع.
لا تجارة الكترونية، ولا تسويق الكتروني في سورية؟
أمام التسويق الالكتروني الذي لا يزال بدائياً، إلا بحالات استثنائية هناك بعض المبادرات الخجولة حيث يغيب الحديث عن التجارة الالكترونية بفقدان بعض أدواتها الأساسية.
تحدث إدناوي عن وجود فئتين في سورية، فئة مطلعة على التجارة الالكترونية بشكلها الحقيقي وهم من المغتربين وتعرف الخدمات الرقمية بسبب توفر المقومات الأساسية للتجارة والتسويق الالكتروني خارج سورية، وأخرى لا تعرفها أو تسمع عنها بسبب ضعف تلك المقومات الأساسية التي تمنع الشركات من ممارستها، أو إيصال المنتج أو السلعة عن طريق التسويق أو التجارة الالكترونية، في سورية نستخدم بعض المنصات الخارجية (فيسبوك، واتس آب وأخرى) هذا لا يمكن تسميته تسوقاً الكترونياً، إنما استخدامنا الحالي لها قناة اتصال، مثال: متجر تقليدي لبيع الملابس يقوم بالتواصل مع زبائنه عن طريق الفيسبوك أو واتس آب بتزويدهم برقم الهاتف وصورة عن المنتج حيث يتم طلب المنتج عن طريق اتصال تقليدي ولعنوان عشوائي، فالتسويق عبر الفيسبوك كقناة اتصال ليس تسويقاً الكترونياً.. التسويق الالكتروني أعمق من ذلك بكثير حيث يقوم قسم مختص بتحليل المعلومات الواردة عن طريق الاستبيانات الإلكترونية أو التغذية الراجعة، وكل مصادر المعلومات الكترونياً، يتم تحليل كل تلك المعلومات الكترونياً وتقسيم الزبائن وفق قطاعات محددة، تسمى هذه العملية (مزيج تسويقي) ويتم استهداف كل من تلك القطاعات عن طريق منتجات محددة.
هذا هو التسويق الالكتروني.. هنا الضعف بالمسوّق الالكتروني الذي يستخدم الفيسبوك لقناة اتصال، دون العمل على كسب الثقة بالتعامل لتعويض غياب الجانب القانوني، والتعامل بجدية مع أي شكوى للزبون، لذلك الفيسبوك منصة يستفيد من (الكروبات) فيها بعض الأشخاص للإعلان عن سلعة ما، ربما من حساب وهمي أو نصب واحتيال وغش هنا لا ضابط قانوني للعملية ولا ثقة.
ضمان المنتج وعرضه باحتراف أحد بنود التجارة الالكترونية، مثال: موقع شركة مرسيدس حيث يتيح تخصيص المنتجات السيارات للزبائن لكل مواصفاتها ابتداء من المحرك وانتهاء باللون والكماليات ويتم الدفع الالكتروني بالموقع والشحن إلى المنزل هذا يسمى عملية تسويق وتجارة الكترونية كاملة.
الدفع الالكتروني مفقود في سورية
من أهم صعوبات تطبيق التجارة الالكترونية، هو خدمة الدفع الالكتروني في أهم بند في هذا النوع من التجارة إلى الآن لا توجد بشكلها الأمثل وهي عبارة عن جهة حكومية أو خاصة لها شخصية اعتبارية، وتسجيل تجاري قانوني بحيث تحاسب قانونياً ليضمن حق المتضرر عند الضرر.
وأشار إدناوي إلى استحداث قانون الجرائم الالكترونية بسبب انتشار الإساءات أو الابتزاز عبر الفيسبوك لفرد أو لجهة حكومية وتساءل: هل سمعنا سرقة الكترونية أو محاسبة على اختراق الكتروني بطريقة غير مشروعة؟ من يعرف خطورة وكيفية الاختراق بطريقة برمجية والدخول إلى موارد الجهاز بطريقة غير مشروعة يعمل على حماية نفسه.
ولفت إلى عمل الجهات المعنية مؤخراً لإنجاز التوقيع الرقمي للتبادل والتعاملات المالية لمنع التزوير، فيما البنوك تستخدم (الأنترانت) للجهات التي تبحث عن شبكة مغلقة والأنترنت هو شبكة محدودة بين أفرع محدودة يصعب اختراقها من الخارج لأنه لا وصول فيزيائي إليها، فمن مخاطر التجارة الالكترونية عندما أضع بيانات الدفع على الكمبيوتر الخاص أن تخترق ولا أحد يحاسب قانونياً.
وفيما يخص تأخر عمل الحكومة الالكترونية أوضح هذا من الصعوبات كان مطروحاً بشكل خجول بنهاية عام 2009، نقل العمل على الأنترنت لكن الحرب دمرت الوضع الاقتصادي فالشركات الناشئة تراجعت نتيجة الظروف والضغوط، إضافة إلى أن هناك انخفاض مستوى دخل الفرد، والعقوبات على سورية لا تسمح باستخدام خدمة PayPal، لكن حالياً هناك بنك سورية الإسلامي، وبنك بيمو استخدما تطبيق التحويل من حساب لحساب آخر، وهذا يقتصر على شريحة محدودة تستخدمه، ما هي نسبة من يستخدمه مع مستوى دخل منخفض ليفتح حساباً للتحويل؟
عمليات التحويل الالكتروني ليست دفعاً الكترونياً هنا يدخل موضوع الثقة لكن خارج الحماية القانونية، وتوقف عند تغيير اسم وزارة التعليم العالي ليصبح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هنا يمكن استحداث جهة معتمدة وقانونية للدفع الالكتروني، لحماية المستخدم بشكل قانوني وتوسيع نشاطات فرع جرائم المعلومات لإيصال الوعي للناس حول مخاطر الاختراق وحقها في حال تم اختراقها وسرقتها الكترونياً لمحاسبة المجرم قانونياً ونصح بتنزيل برنامج حماية على الجهاز وتجاوز جهل التصفح على الأنترنت.
هل نجحت الجامعة الافتراضية بأمان الدفع الالكتروني؟
مثال للدفع الالكتروني الجامعة الافتراضية، قال إدناوي: استحداث بطاقة من البنك التجاري ويتم الدخول إلى رابط محدد من موقع الجامعة الافتراضية عن طريق البنك التجاري لكن 90% من عملياتها يحدث فيها مشاكل وإذا نجحت هناك بروتوكول الأمان لشهادة الرقمية تكون خارج مدة الصلاحية، وهذا يعرض المحتويات المتبادلة لموضوع التجسس أي ممكن أن يقرأ رقم البطاقة ويستخدمها بعمليات دفع أخرى لكن على الواقع البنك التجاري عمليات الدفع فيه محدودة لو كان بالبطاقة دفع لأكثر من جهة من الممكن أن يستفيد منها الشخص الذي يكون على نفس الشبكة، فالجامعة الافتراضية تعتمد البنك التجاري والعقاري كجهات دفع لكن آلية الدفع بالتجارة تحمل مشكلة الأمان وهذا يعد تقصيراً مهنياً بينما البنك العقاري أفضل وأنجح كجهة دفع.
علماً أن الجامعة الافتراضية كل خدماتها على الأنترنت ويجب أن يكون الدفع ضمناً وبكل سلاسة ويجب تحسين الجانب الأمني بعملية الدفع ويتحمل ضغط السيرفر.
المرتبة الأولى للتسويق الالكتروني مطعم (دَجَن) للمطبخ السوري
من الصفحات اللافتة بتصميمها ومحتواها للتسويق الالكتروني صفحة مطعم (دجن) للطبخ الشرقي ، ليست صفحة تقليدية تعرض السلع كعشرات الصفحات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن قام بهذا المشروع المميز هو زين حيدر مدير شركة zprojects ليشير إلى أنها أحد مشاريع الشركة الذي انطلق في 9/9/2019 فيما الشركة تعمل في مجال (ميديا ، تسويق ، معلوماتية ، تطوير كوادر) قال: صممنا الهوية البصرية مع نمط موسيقي مناسب لمشروع مطعم (دَجَن) وعملنا على تحقيق التكامل في (الشكل ، المحتوى، التصميم ، الأفكار) مع تطوير أفكار تسويقية مستمر ، واستدرك موضحاً: مهما كان التسويق والتقنيات عالية ، إذا لم يكن المنتج عالي القيمة السوقية لن تنجح ، لذلك كان البحث عن تكامل (منتج ، محتوى ، تصميم ، أفكار تسويقية وترويجية) لتحقيق الانتشار والنجاح.
خلال ثلاثة شهور حصلنا على المرتبة الأولى بتصويت الجمهور حول مطابخ شرقية ، وهذا انتشار ثقافة التسويق الالكتروني ، رغم عدم انتشار ثقافة التسويق الالكتروني بسبب التخلف وأسباب أخرى.
وأضاف: المشروع يستهدف طلاب الجامعة والعائلات المتوسطة بأسعار مدروسة ، مع استثمار موقع المطعم في منطقة (الزراعة) وحول إعداد الطعام أكد أن ربات منازل هنّ من يقمن بالطبخ بإشراف والدته ، مستدركاً: منذ عام 2007 كان لدي مشروع لإنجاز مطعم للمطبخ السوري.
بعيداً عن الوجبات السريعة والأكل الجاهز ، للعودة إلى الطعام الصحي ، مع غنى المطبخ السوري وتميزه نعمل على تقديم وجبة ساخنة مقدمة بشكل صحيح، بذلك حوّلنا طعام البيت إلى خارجه لمن يرغب ولا تسمح له ظروفه بتناولها بالبيت وفي إطار تطوير التسويق سنطرح خلال أيام تطبيق إيصال الوجبات إلى المنازل ، باعتماد أسلوب دفع يحقق تخفيف طلبات وهمية لضمان التواصل بثقة بين المطعم والزبائن.
من المفارقات التي حدثت ، أنا ألفظ اسم المطعم (دُجُن) وهو يصحح لي أن اسمه (دَجَن) وهو اسم إله القمح والطعام السوري ، وجود معبد (دجن) في أوغاريت ، ليفتح فيلم قصير عن مدينة أوغاريت بتقنية تصوير جوي ، مع تصميم للإله (دجن) أنجزه مع فريق، مذكّراً بعبارة شعبية متداولة في الساحل السوري (ما دقت الدجن) اليوم أي لم أتناول الطعام من الصباح.
ليتوضح أمامي أن نجاح التسويق لمطعم (دجن) هو نتاج اهتمام بالتكنولوجيا منذ عام 2002 بشكل تدريجي من مقهى تقني (تكنو كافيه ) وصولاً إلى شركة (زي بروجكتس) كشركة حديثة متكاملة لتطوير الأعمال بتقديم خدمات (ميديا ، تصميم غرافيك ، براندنغ ، هويه بصرية ، فيديو ، رسوم متحركة ، وثلاثي الأبعاد) علماً تم فتح المطعم وانطلاقه ضمن (كافية ماتريكس)
تجربة تسويق ناجحة لطالبة طب بشري
لمى خلوف طالبة طب بشري سنة سادسة، انتقلت من محافظة حمص إلى اللاذقية لدراسة الطب، بدأت منذ ثلاث سنوات بعرض صور قطع ألبسة على الفيسبوك ونجحت بتسويقها، ثم انتقلت إلى فتح محل لتسويقها وبعد أن حقق انتشاراً انتقلت إلى محل أكبر بموقع أفضل قالت لمى: كل التسويق كان عبر الفيسبوك، نصور البضاعة ونعرضها مع السعر والمواصفات، مع القياس واللون، الأسعار كانت مناسبة والشريحة المستهدفة كانت من طالبات الجامعة بين (18-24) وارتفع عدد المتابعين ليصل إلى (84) ألف متابعة من كل المحافظات السورية.
ومع الانتقال إلى محل أكبر استطعت عرض كميات أكبر ومتنوعة وبالأسعار نفسها على مبدأ (بيع كثير واربح قليل) واستمر التسويق عبر الفيسبوك حتى تاريخه.
ورداً على سؤال كيف تستطيع طالبة طب التنسيق بين دراستها وهذا العمل الذي يحتاج الوقت والجهد؟
أوضحت: كان من أهم الصعوبات استنزاف الوقت أمام شاشة (الموبايل) لكن بعد انتقال العمل إلى موقع المحل الثابت خفف الضغط قليلاً، وسجلت بمعهد لتنظيم وقت دراستي، واحتجت لتوظيف مساعدتين بالمحل معي على حساب الربح، وقمت بإلغاء موضوع الشحن إلى المحافظات لصعوبة التعامل فيه.
وختمت: مستمرة بالعمل، وسعيدة باستثمار الفيسبوك لتحقيق النجاح وكسب الثقة بالتعامل مع الزبائن بفرصة عمل لم أكن أتوقع أن تنجح هكذا، الثقة والجدية بالعمل أساس النجاح.

وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار