بين الشـط والجبل … فوق جذوع السنديان

العــــــــدد 9293

الأحــــــــد 17 شـــباط 2019

 

 

فقط عند نهاية الشتاء يمكنك عدُّ أفراخك
مثل شعبي إيراني . .
فقط عندما تنتهي الحرب يمكنك عد الرصاصات
المتبقية في جعبتك أيها القاتل
ستعرفُ تماماً، كم حصدت من الأرواح؟
وكم أطفأتَ من الشموع؟؟ وكم؟ وكم؟ . .
***
وتركَ لنا القتلة
الكثيرَ . . الكثير . . من القبور
الكثير . . الكثير من
اليتامى، والثكالى، والأزهارِ الذابلة
***
أعبرُ سهولَ الله كنهرٍ عتيق
لأروي حقولَ القمح
لأغسلَ نهودَ الشقائق، والياسمين . .
ولأروي عطش القبرات بنهر دمي
بعد أن تجفَ الينابيع ويسكن المطر
***
النارُ تلتهم السحبَ العابرة
أسأل الريحَ
فيختصر الرمادُ السؤال.
***
يكتفي النهرُ بالرحيل
تكتفي الزهرةُ بابتسامة
تكتفي الغيمةُ بحمولتها من المطر
يكتفي الطفلُ بأغنية كي ينامَ
تكتفي الأمُ بضمَّه إلى صدرها . .
لكي تمتلكَ العالمَ
يكتفي الغريبُ برسالة شوق . .
وحكاية عن الوطن، والأهلِ، والأصدقاء.
***
على أمِّ اليتيم مررت صباحاً
وأحزنني اللقاء . .
على صفحات الصخور
قرأت أسماءَ الشهداء
وفوق جذوع السنديان
حفرت ابتساماتهم
أحزنني الذين قضوا من أجل ربيع العرب.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار