اختصاصيون: هدوء الأعصاب والضبط الانفعالي كفيلان بحل أي مشكلة

العدد: 9474

الأحد: 24-11-2019

كان استخدام الضرب كعقاب بهدف التعليم والتربية ولا يزال مثار وجهات نظر مختلفة فظاهرة الضرب في المدارس أضحت موضع خلاف هناك من يدافع عنها ويعتبرها إحدى الوسائل التربوية الناجعة التي أثبتت صلاحيتها على مر الزمن، في حين يصر البعض الآخر على رفضها مؤكدين أنها سلوك غير حضاري ومؤذٍ نفسياً وجسدياً، ولها انعكاسات سلبية على الطالب لابد أن تظهر لاحقاً. تساؤلات عديدة طرحناها على الأهالي والمعلمين وأهل الاختصاص الاجتماعي والنفسي لمعرفة آرائهم حول هذا الموضوع.
هل أنتم مع أم ضد أسلوب الضرب، وما تأثيره على العملية التربوية وتطويرها؟ وهل هناك بدائل أو وسائل لرفع سوية العملية التربوية والنهوض بها إليكم ما بين السطور مشاهداتنا:
حنان الدنيا موظفة قالت: المدرسة هي البيت الثاني لأبنائنا ومسؤولة عن تعليمهم وإيصال المعلومة إليهم لإنشاء جيل واعٍ متعلم ومثقف لبناء المجتمع بصورة أفضل من المفروض الابتعاد عن أسلوب الضرب لتعزيز الثقة في نفوس الطلاب والتعامل معهم بهدوء وتوعيتهم وإرشادهم لأن العنف يؤثر سلباً على شخصية الطفل فيضعفها.
تمارا ألتون، ربة منزل قالت: لاشك أن بعض الطلاب يحتاجون للتربية والتأنيب ولو نسبتهم قليلة لأن ذلك يشعرهم بالخجل أمام الزملاء ويردعهم عن ارتكاب الخطأ وهذا ما حدث معي فابني طالب في الصف السادس وبعد تأنيبه بشكل خفيف خجل من نفسه أمام الطلاب وبات يهتم لدروسه بشكل أفضل فالخطوة الأولى تبدأ من الأهل لمعرفة حيثيات المشكلة التي يتعرض لها الطفل، فالتواصل مع إدارة المدرسة من الضروريات لرسم مسيرة حياته بتأن للوصول إلى مستقبل مشرق.
أحلام قبيلي، لغة إنكليزية أشارت إلى أن الضرب هدفه تقويم السلوك ويجب اللجوء إليه كورقة أخيرة بعد فشل كل الحلول والطرق الأخرى واستنزاف كل المحاولات التي لم تعط نتيجة إيجابية، صحيح أنا مع الضرب المقبول وليس المبرح الذي يسبب أذى نفسي وجسدي وفي كل الحالات لا يمنع من استخدام الثواب والعقاب.
السيدة ماجدة حسن مديرة مدرسة الشامية بينت أن هذا الأسلوب غير حضاري وليس هو الأمثل والصحيح لعلاج أي مشكلة، فهناك أساليب تربوية متنوعة وكثيرة يمكن الاعتماد عليها للتعامل مع الطالب المسيء ومنها الترغيب والترهيب وطريقة التعامل معه بطريقة تختلف من مرحلة إلى أخرى أو غير ذلك من الوسائل التي يجب اتباعها لكسب ثقة هذا الطالب وضمان التزامه بالتعليمات والأنظمة.
ابتسام خنيسة، أمينة سر في المدرسة لفتت إلى أنها مع العقاب والثواب بشرط ألا يكون العقاب مؤذياً إنما أن يكون خفيفاً إلى حد ما لأن الطالب عندما يتعرض للضرب تكراراً ومراراً بالتأكيد سيتحول إلى عدواني السلوك في حال لم يجد نفعاً أسلوب الترغيب والترهيب نلجأ في حل المشكلة للمرشد النفسي في المدرسة، بالنسبة لي لديّ ابن في المدرسة لا أتضايق في حال تأنيبه أو شد شحمة أذنه لردعه عن الخطأ.
حسين ألتون مدرس لمادة اللغة الفرنسية أكد على أن هذا الأسلوب بات قديماً ولا يمكن اتباعه مع المنهجية الحديثة فقد تطورت الأساليب في التدريس لذلك من المهم دراسة نفسية الطالب لإيجاد الحلول المناسبة لأي مشكلة تقع معه، ولا ننكر أن الضرب يؤثر سلباً على شخصيته ونفسيته ويولد لديه عقداً نحن بغنى عنها باعتبار أن هدفنا الأساسي هو تطوير التعليم حسب الأساليب الحديثة ومن الهام تفعيل عمل دور المرشدين النفسيين لدراسة شخصيته وإيصال المعلومة بسلاسة وسهولة ويسر عن طريق استخدام أسلوب التسلية والترفيه والمتعة فالأسلوب القسري غير مجدِ كونه يسبب مقتاً وكرهاً للمادة.
مرام دغو، معلمة اللغة الإنكليزية قالت: أحياناً كثيرة نضطر للتعامل مع عدد قليل من الطلاب بأسلوب الضرب الخفيف في حال عدم تأثرهم بالكلام وإصرارهم على العناد، وأنا أفضل عدم اتباع هذا الأسلوب كونه يجعلهم يكرهون المادة والمدرسة لأنه يؤثر على استيعابهم وحبهم للمادة لذلك أعمل على إشغالهم بأي نشاط ترفيهي للحصول على نتائج أفضل وشد انتباههم للمعلومات التي نقدمها.
رنا رومية، معلمة اللغة العربية عبرت عن أهمية الكلمة الطيبة ودورها في التأثير الإيجابي وقالت: أسلوب اللين واللطف والتعامل بود يشعرهم بالخجل أمام زملائهم بالنسبة لي أشجع طلابي من خلال مدحهم بطريقة إيجابية وبعبارات لطيفة ودودة للتخفيف من عدوانيتهم وبالتالي يصدق الطالب بأنه مهذب ومجتهد فيخجل من نفسه حتى لو كانت كذبة بالنهاية تهمنا النتائج ولديّ طالب مشاغب جداً فاضطررت لوضعه عريفاً للصف للتخلص من فرط نشاطه وعدوانيته وقد لاقى هذا الأسلوب نجاحاً باهراً وأعطى نتيجة رائعة، وفي نهاية المطاف الضرب يؤثر على الطفل نفسياً وجسدياً ويشعره بالدونية أمام زملائه، وهناك طلاب قلائل صعب التعامل معهم والسبب يعود لأنهم غير مهتمين أو آبهين حيث لا ينجزون واجباتهم المدرسية ولا يحملون كتاباً وهؤلاء الطلاب يؤثرون على زملائهم سلباً.
باسل دوجي مرشد اجتماعي في مدرسة الشامية أوضح أن هناك وسائل عديدة يمكن استخدامها من أهمها التوعية والإرشاد وتقديم النصائح، وبالتأكيد لا نؤيد الضرب فهو أسلوب غير حضاري فهناك أساليب أخرى منها الترهيب والتخويف أو التلويح بالعصا دون استخدامها ويجب العمل على تشجيع الطلاب وتحفيزهم للنهوض بالعملية التربوية قدماً نحو الأفضل وتربية الأبناء تلعب دوراً أساسياً وهاماً في عدوانيتهم وخاصة الأهل والأصدقاء والمحيطين به نأمل التعاون والتنسيق ما بين الأهل والمدرسة لحل أي معضلة أو مشكلة قد تصادفنا.
السيدة أميرة ميا، تربية وعلم نفس رأيها تجلى أن العملية التعليمية هي بالدرجة الأولى تنظيمية للإجراءات التي يقوم بها المعلم داخل الصف وخاصة خلال عرضه للمادة الدراسية وتسلسله في شرحها بطريقة سهلة وسلسة وواضحة، وأكدت على أهمية أن يتصف المعلم بهدوء الأعصاب والضبط الانفعالي لكي يحظى بحب واحترام وثقة طلابه، وقد أثبتت الدراسات الاجتماعية أن العنف يسبب توتراً عصبياً وأمراضاً في النطق ويشجع على الانطوائية ونفور الطالب من المدرسة، وعن البدائل قالت بأنها تتضمن استخدام طريقة التعزيز الإيجابي في التربية من خلال تشجيع الطالب وتحفيزه عن طريق المكافأة فالضرب غير فعال ولا يجدي نفعاً كما أنه يخلق آثاراً سلبية سيئة حيث يقل شعوره بالألم تدريجياً ويتحول سلوكه إلى العدوانية حيث يقوم بإيذاء زملائه كما أنه يتراجع استيعابه للمعلومات التي تقدم إليه وبالتالي يصبح عدوانياً وكسولاً، لذلك يجب توعية الطلاب وإرشادهم وتقديم النصائح لهم وتشجيعهم وتحفيزهم للحصول على نتائج جيدة.

 مريم صالحة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار