بين الشـط والجبل … تبييض الإرهاب

العــــــــــــــدد 9292

الخميـــــس 14 شـــباط 2019

 

 

 

 

ربما يكون اجتماع سوتشي اليوم الفرصة الأخيرة المتاحة لنظام أردوغان كي يثبت حسن نيته ويحسّن صورته المشروخة أمام العالم كداعم للإرهاب وحاضنٍ لتنظيمات مسلحة تختلف في تسمياتها وتلتقي في أهدافها وعقيدتها.
ينعقد اجتماع سوتشي وسط تباين واضح في أجندات المجتمعين، فسورية الحاضرة الغائبة هيأت المناخ لإنجاح الاجتماع وهي مع كل جهد يتفق مع خياراتها في الحل السياسي ودحر الإرهاب وهذا ما تلتقي عليه مع روسيا وإيران بينما سيحاول أردوغان تلميع صورة جبهة النصرة والتنظيمات الأخرى وتقديمها كقوة سياسية، وهذا ما عجز عنه سابقاً واليوم يضيق الوقت ولن يستطيع إنقاذ حلفائه ومرتزقته في ظل تسارع الحديث والتحضير لعملية عسكرية مرتقبة في إدلب.
الشارع السوري والإقليمي لم يعد يثق بأي دور تركي بعد تجربة سبع سنوات عجاف كانت فيها إدارة أردوغان تمارس سياسة احتلال إرهابي خالص, وكانت على الدوام تبرر الإرهاب والجرائم وتتهرب من استحقاقات الحل السياسي ومتطلباته ومن جملة التفاهمات التي وافقت عليها وتعهدت بتنفيذها سواءً في سوتشي أو أستانا.
سبع سنوات من الكذب والمناورة أفقدت نظام أردوغان ثقة أغلب دول المنطقة وشعوبها، واليوم عندما يحضر هذا النظام ممثلاً برئيسه اجتماع سوتشي إلى جانب الرئيسين بوتين وروحاني يحق لنا أن نتساءل عن مدى جديته الالتزام بمخرجات سوتشي.
قد يكون مؤتمر سوتشي فرصة لاختبار مدى جدية النظام التركي لجهة موقفه من الحل السياسي في سورية ومحاربة الإرهاب بخاصة وأن الوقت ناضب، ولن تتاح له فرصة ترتيب أوراقه والبدء بمناورات سياسية جديدة، فسورية ومعها الحلفاء والأصدقاء أكدت عزمها على تحرير إدلب وانهاء الوجود الإرهابي المسلح مهما كانت الظروف والقمة ستكون حاسمة في إطلاق عمل عسكري تم التحضير له جيداً وتسعى تركيا للالتفاف عليه كما فعلت مراراً عندما طلبت الكثير من المهل وفي كل مرة كانت تقدم تسميات جديدة لتنظيمات إرهابية رعتها ومولتَّها وحاولت تبييض سمعتها وفرضها كجزء من الحل السياسي وإلى قوة سياسية مقبولة وهذا ما تمّ رفضه مراراً لأن تركيا بذلك تحاول تبييض الإرهاب ومحو تاريخه وجرائمه.
لن نغرق في التفاؤل، ولن نرفع سقف التوقعات لأن في ذلك الكثير من المجازفة انطلاقاً من قناعتنا أن الأفعى لا تغير طبعها ومع ذلك لعلّ وعسى يدرك أردوغان ونظامه أن هذه الفرصة لن تتكرر، فالأوضاع لم تعد تحتمل التأجيل والمماطلة والتسويق والهروب إلى الأمام لأن البدائل أكثر خطورة.

إبراهيم شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار