صوت الوحدة…اللصوصية الدولية

العدد: 9455

الأحد: 27-10-2019

 

قد يتمكنون من سرقة أيّ شيء، لكنهم بالتأكيد لا يستطيعون سرقة القناعات التي تربّينا عليها كسوريين، مع أنّ أوهامهم سوّغت لهم في البداية أن يعتدوا على الثوابت السورية ويتلاعبوا بها لكنهم اكتشفوا بعد وقت قصير أنّ تجارتهم خاسرة بكل تأكيد، فانتقلوا إلى (اللصوصية الوقحة)، فسرقوا (القمح والمعامل والنفط..)، ويخطئ من يعتقد أن (التركي) يختلف عن (الأمريكي) أو أنّ كلاً منهما يعمل بمفرده، أو أنّهما على عداء كما يحاول الإعلام الغربي الإيحاء بذلك.
قد تحصل خلافات بينهما ولكن ليس من أجل أحد، وإنما على (توزيع حصص)، فيظهر للعلن أن الخلاف قد نشب بينهما..
عندما وصف السيد الرئيس بشار الأسد رئيس النظام التركي أردوغان بـ (اللص الذي سرق المعامل والقمح والنفط، وهو اليوم يسرق الأرض)، فقد استند إلى معطيات واضحة تماماً وموثقة، وليأتي بيان وزارة الدفاع الروسية الذي يؤكد أن الأمريكي فعل الشيء نفسه، ومما جاء في البيان (أن قوات الاحتلال الأمريكي في سورية تقوم بأعمال نهب وسطو للنفط على مستوى الدولة، الأمر الذي يتعارض مع أعراف القانون الدولي).
وأشار المتحدث باسم الوزارة في تعليق على صور نشرتها تظهر قوافل الصهاريج وهي تنقل النفط إلى خارج سورية إلى أن (ما تقوم به واشنطن الآن هو الاستيلاء على الحقول النفطية بشرق سورية وبسط سيطرتها العسكرية عليها أي ببساطة السطو والنهب على مستوى الدولة).
عندما تقامر دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية بـ (سمعتها)، وتتصرف بحماقة رئيسها ترامب كالقراصنة، هل تعتقد أنّها بذلك ستفرض مشروعها علينا كسوريين؟
يعلم الأمريكي، ومن يعمل تحت إمرته أن سورية اتخذت قرارها بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء على إنهاء كل أشكال الوجود غير الشرعي على الأرض السورية، وما زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى محافظة إدلب ولقاء طلائع جيشنا العاملة هناك إلا رسالة واضحة المعالم لمن يريد أن يفهم، ووجود جيشنا الباسل على الحدود السورية التركية، والتغيير المهم الذي يفرضه في صورة الأحداث وواقعها، كلّ ذلك يمهّد الطريق، ويختصر الزمن باتجاه حسم كلّ الملفات، وإعادة الحقّ لأصحابه، بعد أن دفعنا ثمن سيادتنا واستقلال قرارنا من دماء أبنائنا وإخوتنا، وبعد أن خضنا الحرب بكلّ أوجهها العسكرية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية.. إلخ.

غانــــــم محمــــــد

Ghanem68m@gmail.com

تصفح المزيد..
آخر الأخبار