هيئة دعم الصـــــادرات: دعــــــم مـــــالي كامل للشــــــحن البري والبحـــــــري

العدد: 9449

الخميس :17-10-2019

 

مواصفات قياسية تحكم تصدير الحمضيات ولجان لمنح الاعتمادية

عقد لتصدير 100 ألف طن من الحمضيات وسلع زراعية

هل سيتنفس ابن الساحل السوري الصعداء في محصوله الاستراتيجي من الحمضيات لهذا العام بعد عودة معبر القائم وفتح باب التصدير لأكثر الدول التي تعيش ثقافة زراعية مشابهة لثقافتنا والتي تقبل محاصيلنا بتنوع نخبها، وكل ذلك في ظل وضع ضبابي لا نعلم انعكاساته على واقعنا التصديري.
إذ كل عام يأبى موسم الحمضيات (مرغماً) إلاّ أن يعيش نفس الدهاليز فلا معمل للعصائر ينقذه، وتدخل خجول للسورية للتجارة لا يسمن ولا يغني من جوع، فالإنتاج المقدر لمحافظة اللاذقية هذا العام يصل إلى 786 ألف طن فلا منقذ لمأساته السنوية إلاّ باب للتصدير.
فهل يدرك مزارعنا أنّ هناك شروطاً لتصدير الحمضيات قد يصل بعضها إلى تحديد قطر البرتقالة طبعاً إذا صدّرت إلى أسواق غير أسواق العراق وبالتالي كيف يتمّ تشجيع التصدير وما دور هيئة دعم الصادرات في محصول الحمضيات أسئلة عديدة أجاب عليها علي عباس رئيس هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات باللاذقية.
الشحن مجاني وبشروط
والذي قال يتجلّى دور الهيئة في ملف الحمضيات من خلال تقديم الدعم والتعويض المالي للمصدّرين عن طريق الشحن البري والبحري مجاناً أي أنّ الهيئة تتكفل بتقديم كلفة الشحن كاملة ولكن للاستفادة من هذا الدعم يجب على كل مصدر تحقيق شروط عديدة أهمها المشاركة في الدورة 61 لمعرض دمشق الدولي لعام 2019، وتوقيع عقداً بينه وبين الشركة المستوردة يبيّن فيه ماهية العقد التجاري حسب الأصول المرعية ولابدّ من تعبئة استمارة مخصصة لهذا الغرض من هيئة دعم الصادرات إضافة لتقديم بيان جمركي سليم وتقديم فاتورة مصدّقة من إحدى اتحادات الغرف حسب نوع المادة وبوليصة الشحن وشهادة منشأ وهذا حق للهيئة باعتبارها تقدم خدمة الشحن بالمجان أن تضمن وصول المادة المصدرة بشكل حقيقي إلى مكانها وسوقها الصحيح، وتابع إنّ الهدف من الدعم يأتي من أجل تعزيز المركز التنافسي للسلع السورية في الأسواق الخارجية تجاه السلع الأخرى.
عقد لتصدير 100 ألف طن من الحمضيات
وأشار عباس إلى أنه تمّ إبرام عقد لتصدير 100 ألف طن من الحمضيات وسلع زراعية أخرى إلى شبه جزيرة القرم خلال موسم الحمضيات الحالي والذي يمتد من شهر تشرين الثاني ولغاية حزيران، وهذه كمية ليست بالقليلة في واقع التصدير، وقد ساهم إحداث فرع للمركز التجاري السوري القرمي في دمشق بقرار من وزير الاقتصاد في تكوين صلة وصل بين الفعاليات الاقتصادية السورية وشبه جزيرة القرم من أجل تشجيع وتبادل التجارة الخارجية بين البلدين وتسهيل انسياب السلع السورية بشكل غير مباشر إلى دول الاتحاد الأوراسي من خلال شبه جزيرة القرم، وبنفس الوقت تسهيل انسياب سلع شبه الجزيرة القرمية في الأسواق السورية وتبادل الخبرات بين البلدين.

 

المواصفات القياسية للتصدير
وحول نوعية المنتج والمواصفات القياسية للحمضيات المعدّ للتصدير أوضح عباس أنّ الهيئة تسعى لتكون المنتجات الزراعية السورية وخاصة الحمضيات ذات موثوقية عالية في الأسواق الخارجية وتساهم في الترويج للسمعة الحسنة لهذه المنتجات وهنا لابدّ للمزارع الاهتمام بإنتاج ثمرة صحيحة للحمضيات مراعياً جميع مراحل الإنتاج من الغرس حتى التسويق والالتزام بموعد القطاف أي مراعاة مسألة النضج وعدم التسرع فإذا كانت الثمرة غير ناضجة فهذا يعني نسبة الحموضة فيها عالي وهذا غير مطابق للمواصفات والمقاييس العالمية للتصدير، فكلما كانت نسبة حموضتها متدنية كانت أفضل، كما تصنّف الحمضيات كأي نوع آخر حسب جودتها من الإكسترا إلى الأول والثاني والثالث ولكل صنف نخب يحدد قطر للبرتقالة فالإكسترا يحدد طول قطرها 11 سم ويجب أن تكون خالية من الأمراض الفيروسية وخالية من الأثر المتبقي من المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية، فهناك شروط ومواصفات تقيدها معايير البلد المستورد أو منظمة الأغذية والزراعة.
برنامج الاعتمادية
يقوم برنامج الاعتمادية على تجميع أكبر كمية من الأصناف في مساحة واحدة وبموقع معيّن وفق التوزع الجغرافي للحمضيات من خلال بيانات مؤتمتة، فكل منطقة في الساحل تنتج صنف محدد من الحمضيات حسب قابلية الأرض لديها وهنا ينحصر إنتاج كل صنف بمكان محدد فقد تجد أبو صرة في جبلة واليوسفي في منطقة أخرى وبالتالي تسهيل عمل المصدر في اختيار البضاعة المراد تصديرها باختصار البحث عن الصنف عند أكثر من مزارع وبشكل متفرق ليجد طلبه حسب الاعتمادية بالرمز و الصنف، وفي هذا السياق أكد رئيس هيئة الصادرات أنه يتم حالياً تشكيل لجان من أجل تقييم الوضع ومنح الاعتمادية للمزارعين وهذا سيعزز المصداقية للمنتج والسلع الزراعية السورية.
في الختام
في ختام هذه المادة نأمل أن يتم تنفيذ عقود تصدير 100 ألف طن كاملة وعدم تراجع المصدرين عن عقودهم أولاً، كما نأمل أن يساهم معبر البوكمال بعيداً عن ظروفه السياسية في تشجيع التبادل التجاري للمنتجات الزراعية السورية وخاصة الحمضيات فقد تحولت العديد من أراضي المزارعين إلى أشجار مثمرة بعد قطعها للحمضيات واستبدالها وذلك يأساً في تسويق هذا المحصول الاستراتيجي وغياب الجهات المعنية به فعلاً ولكنها حاضرة قولاً.

تغريد زيود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار