الوحدة : 11-9-2024
قال لها: حين أعود..
سأبني لكِ بيتاً على الطريق الذي يسلكه المغادرون..
أولئك الذين يغادرون ولا يعودون…
سأبني بيتاً له نافذتان وباب..
عريشة تظلل مدخله الوحيد..
تكون سكناً للعصافير نهاراً..
وفي الليل مسرحاً للنجوم..
لم يطل انتظاره في المحطة العتيقة إذ وصل القطار في الموعد الذي حددته الساعة المعلقة على حائط المحطة.
الأخبار التي كانت تتوافد من الجبهات المشتعلة لم تكن تسرُّ أحداً..
لكن عودته كانت محَتَّمَةً..
وكان صادقاً في وعده..
وهكذا عاد..
ولكن ملفوفاً بعَلم ونجمتين..
البيت الذي له نافذتان وباب شوهد مرسوماً على ورقة ملقاة فوق أرصفة المساء..
باب وعريشة…
لكن العصافير لم تهتد إليها…
ولا النجوم هبطت لقضاء استراحة في حضنها…
تبخرت الأحلام…
ولم يعد للكلام أية وظيفة…
وقد عاد المغادرون…
كانوا مضمخين بالحلم…
وعاد كل منهم في طريق.
د. رفيف هلال