في اليوم العالمي لمحو الأمية.. جهود محافظة طرطوس للتخلص من الأمية الأبجدية والرقمية

الوحدة : 11-9-2024 

أقرت منظمة الأمم المتحدة عام ١٩٦٦ اليوم العالمي لمحو الأمية في الثامن من أيلول، وبهذه المناسبة أشارت السيدة ريم محمود رئيسة دائرة تعليم دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية بطرطوس أن عام ١٩٧٠ كان فاصلاً في مجال محو الأمية بسورية، إذ كانت قبل هذا العام تقوم الجمعيات الأهلية بدعم من الجهات الحكومية بالتطوع وإقامة الدورات لتعليم الناس القراءة والكتابة، وكانت النتائج محدودة في هذا الإطار، ليحدث التحول في عام ١٩٧١، مع صدور القانون رقم ٧ الذي نظم أنشطة محو الأمية وجعلها ممنهجة، تبع ذلك في عام ١٩٨١ صدور قانون التعليم الإلزامي ليلزم أولياء الأمور بإرسال أبنائهم لصفوف التعليم الأساسي في المدارس تحت طائلة المسؤولية والمحاسبة القانونية، وهكذا تلازمت الخطوتان في تحقيق الهدف المنشود. وأضافت السيدة محمود أن دراسات عالمية كانت قد بينت أهمية تعليم النساء والفتيات من أجل محاربة الفقر والتطرف في العالم، ووفقاً للحملة العالمية للتعليم لم تحقق أي دولة في العالم نمواً اقتصادياً سريعاً دون قدرة ٤٠% على الأقل من البالغين فيه على القراءة والكتابة، ولا شك أن انخفاض نسبة الأمية في سورية من ٧٠% عام ١٩٧٠ إلى نحو ٥% في عام ٢٠٠٩ يعتبر إنجازاً كبيراً جداً، تبع ذلك إعلان طرطوس خالية من الأمية الأبجدية للفئة العمرية (١٥-٤٥) عاماً عام ٢٠١٠، عبر احتفالية ضمت ٨٨ متحررة من الأمية، سبقها احتفاليات مشابهة في السويداء والقنيطرة ودرعا، لينطلق مشروع محو الأمية الرقمية بعام ٢٠١١.

ولكن مع بدء الحرب الظالمة على سورية تغيرت الأحوال واحتضنت طرطوس العديد من أبناء المحافظات الأخرى التي تعرضت لتدمير شبه كامل، لتعود مشكلة الأمية وتسرب الأطفال من جديد نتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي واجهت الكثير من الأسر، في ضوء ذلك عاد برنامج محو الأمية ليستهدف العديد من المناطق التي تضم وافدين في المحافظة، حيث تعد القدرة على القراءة والكتابة أحد العوامل المحورية التي تُتيح للأفراد فرصاً غير محدودة للنمو الشخصي والمجتمعي بجانب برامج الرعاية المختلفة، حيث تم التنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية والمجتمع المحلي والمنظمات والجمعيات الخيرية لمتابعة دورات محو الأمية والدورات التنموية التي أطلقتها دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية لتعليم مهارات ومهن كالحلاقة والخياطة وتصنيع المنتجات النباتية والحيوانية والمنظفات وتدوير التوالف وزراعة الفطر والزعفران وغيرها لمساعدة هذه الفئات لإيجاد طريقة للاستمرار وتأمين سبل العيش، كما جرى توقيع اتفاقية بين وزارتي الثقافة والداخلية وتعيين مشرف ثقافي في السجون من أجل متابعة دورات محو الأمية والدورات التنموية ومتابعة الواقع الثقافي في السجون والمراكز الثقافية المحدثة فيها.
وعن عدد الدورات التي أقامتها الدائرة منذ بداية العام الحالي بينت محمود أنها بلغت ٣٧ دورة حتى تاريخه، منها ٨ دورات في سجن طرطوس، والباقي في أماكن تجمع الوافدين (المنطار – بصيرة – دوير الشيخ سعد وبانياس)، شاكرة وزارة الثقافة ورئيس اللجنة الفرعية لتعليم الكبار وكل من يساهم بدعم عمل الدائرة لتحقيق أهدافها المنشودة.
فيما يأتي اليوم العالمي لمحو الأمية ليعيد التذكير بأهمية التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان، وللدعوة للعمل الجاد والمستمر لضمان أن يتمكن كل فرد من الوصول إلى حقه الأساسي في التعليم لتحقيق مجتمع أكثر عدالة واستدامة، حيث تكون الأمية جزءاً من الماضي، و يكون التعليم نوراً يضيء دروب المستقبل ويدفع المجتمعات إلى الأمام.

رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار