العدد: 9449
الخميس :17-10-2019
التجارة الداخلية: 20 عينة مخالفة للمواصفــــــات و 5 مطــــــــابقة
أساليب محترفة يتبعها المتلاعبون بمادة البنزين منها التقليدي ومنها المحترف بالاعتماد على المذيبات ذات المواصفات الكيميائية القريبة من مواصفات البنزين وهي مادة يتم خلطها مع البنزين مما يؤدي لخفض جودة المادة ونظراً لرخصها رفعت اللجنة الاقتصادية مؤخراً أسعارها.
وبعيداً عن أساليبهم المحترفة فيبدو أن الجهات الحكومية ستكون لهم (بالمرصاد) حيث كلفت لجنة مختصة من وزارة النفط والإدارة المحلية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك لمعالجة هذا الموضوع وضبط حالات التلاعب من المصدر (المصفاة) إلى الصهاريج وصولاً إلى محطات الوقود.
وفي محافظة اللاذقية أكد م. سنان بدور مدير سادكوب اللاذقية أن المواد البترولية التي تخرج من مصفاة بانياس هي مطابقة تماماً للمواصفات القياسية ولا يوجد أي خلل فيها.
والحلقة الثانية كانت في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك باللاذقية والتي قامت بسحب 25 عينة من الصهاريج ومحطات الوقود، حيث أكد م. إياد جديد مدير التجارة الداخلية في اللاذقية أن النتائج قد أظهرت مخالفة 20 عينة لوجود رواسب في الصهاريج ومخالفة باللون وظهور اللون الزهري بدلاً من البنفسجي ومطابقة 5 عينات للمواصفات القياسية، مشيراً إلى أنه تم حالياً رفع كتاب إلى وزارة التجارة الداخلية لإعلامهم بنتائج العينات المسحوبة ليتمّ تحديد المتلاعب الرئيسي بتدنّي جودة البنزين.
وللوقوف على مدى تأثير هذه المادة وتدني الجودة فيها على السيارات الخاصة والعامة التقينا عدد من المواطنين لمعرفة رأيهم بمادة البنزين الحالية:
ماهر ديب، صاحب سيارة خاصة: إن استخدام مادة البنزين البنفسجي من شأنه أن يؤدي بعد فترة إلى تنظيف البخاخات والمواسير وتغيير البواجي ومضخة وفواشة البنزين أو يتم استبدالها، وهذه القطع مرتفعة الثمن في السوق وإن الكثير من الأعطال تحدث نتيجة الوقود لذلك لا بد من تغييره.
ويؤكد سعيد رزق يمتلك سيارة خاصة: عندما تتم تعبئة السيارة يتم سماع صوت كبير صادر عن المحرك نتيجة سوء مادة البنزين كما تظهر أدخنة قاتمة اللون من عادم السيارة ويتم استهلاك البنزين أكثر من المعدل المعتاد ونوه إلى أن هذه المادة ينتج عنها ضعف في عزم محرك السيارة بشكل عام.
ويرى محمود رجب: كثرت الشكاوى من سوء نوعية البنزين المتواجد في كافة محطات الوقود وأنه دفع مبلغاً وقدره 40 ألف ليرة لتصليح أعطال فنية في محرك السيارة ناتج عن النوعية السيئة كما قال الميكانيكي، ونحن لا نستطيع أن نعبأ بنزين أوكتان نظراً لارتفاع سعره 650 ليرة للتر الواحد.
في حين تحدث سامر كيلاني إن من أضرار البنزين الحالي عدم ثبات حركة السيارة أثناء السير لأن المحرك يبدأ بالتخبط وإصدار أصوات وهذا ما يحدث معي أثناء تعبئة هذه المادة، كما أن رائحته تنتشر في السيارة أثناء القيادة واستهلاكه بالسيارة ليس جيداً ناهيك عن تقطع المحرك أثناء الدوران، وأمام ذلك لا بد بين الآونة والأخرى من تنظيف البخاخات وتغيير مصفاة البنزين وغيرها ولكننا مضطرون لأن نملأ السيارة بتلك المادة لأننا لا نستطيع شراءها حراً.
وفي ذات السياق وبينما نحن نتجول في قلب المدينة تحدثنا مع أحد سائقي السيارات الخاصة ليتبين أنه ميكانيكي سيارات واسترسل في الكلام حول مادة البنزين التي تباع في الكازيات، إلى أنه يقوم بشراء بنزين أوكتان لأن هذا البنزين يقلل من الصيانة والإصلاح كما أكد بأن البنزين البنفسجي غالباً ما يتم عنه تعطيل الفواشة وبعض الأجزاء الفنية للسيارة وخاصة لهؤلاء الذين لديهم استعمالات مستمرة في التنقل بالمركبة.
وفي هذا الخصوص ننوه إلى أن كافة الأسئلة التي وجهت إلى السائقين وبعض المواطنين كانت الإجابات نفسها تقريباً حول سوء هذه المادة حيث تسبب أضراراً كبيرة على محركات السيارات ليصبح من الضروري تغيير بعض قطع الغيار في الآلية.
وبالمتابعة تحدثنا مع سائقي تكاسي لطرح مواضيع مأخوذة من صلب الحياة اليومية كون مادة البنزين تُستعمل على مدار الساعة حيث أوضح هيثم أسد صاحب تكسي: مع وجود مادة البنزين غير الجيدة هناك كثير من محطات الوقود تمارس الغش ناهيك عن أن الوقود الذي نشتريه يسبب مشاكلاً جمة في محرك السيارة، ونوه إلى أن تكسي الأجرة تعمل لساعات طويلة لذلك نلحظ الغش في هذه المادة فلا يمر شهر إلا ونذهب إلى المنطقة الصناعية فنحن نتكبد خسائراً مادية.
في حين يشعر ممدوح ميكاييل سائق تكسي بالقلق في قيادة سيارته التي تتوقف فجأة بسبب سوء البنزين فالشكاوى من سوء نوعية هذه المادة متواجدة والحديث بين السائقين لا ينتهي حول المبالغ التي يدفعونها من جراء تصليح سياراتهم وهو ما يكلفهم المزيد من الأعباء المادية.
ثم قصدنا أحد محلات تصليح السيارات فقد أكد طارق عيسى على كثرة أعطال السيارات في هذه الفترة مشيراً إلى أن أغلبها يكون من (طرمبة البنزين مع الفواشة) بسبب وجود شوائب كثيرة فيها، وغالباً ما يتم استخدام قطعاً مستعملة في التصليح لأن السائق يريد ذلك.
كما نوه عدد من المواطنين أصحاب السيارات بأنهم يصرفون أموالاً كثيرة جراء صيانة السيارات وخاصة غالية الثمن كون قطع التبديل باهظة جداً، حيث نوه مراد أحمد مهما تم وضع إضافات من المواد التي تحسن من جودة البنزين والمحرك وزيادة كفاءة المحرك فإن ذلك لا يفي بالغرض لأنه لا يمكن أن تدفع ثمن تنكة البنزين التي تعادل ثمن تلك الإضافات، ونوه إلى أنه في أحد المرات قام بتعبئة بنزين وبعد انطلاقه لاحظ بأن السيارة يخرج منها دخاناً غير طبيعي وصوت المحرك أصبح مرتفعاً وبعد السير انطفأت السيارة فاستعان بأحد أصدقائه الذي أتى بالميكانيكي فتبين بأن (طرمبة البنزين) بحاجة إلى تبديل لأن نوعية البنزين سيئة، ونهاية مهما تحدثنا حول ذلك تظل نوعية وحقيقة البنزين البنفسجي غائبة.
تغريد زيود- بثينة منى