وقـال البحــــــر .. غـِنى المال وغـِنى النفس

العدد: 9437

الثلاثاء:1-10-2019

 

الغنى هو كثرة المال وزيادته، أي أن يمتلك الإنسان مالاً أكثر من حاجته، ويفوق ما يريده من المال لتغطية نفقاته الخاصة، أو هو عبارة عن مجموعة من التطورات المالية التي تشمل على بناء ثروة معينة من المال، بموجب خطوات متعددة يجب إتباعها لتحقيق الغنى المنشود.
كثير من الناس يظن بأن الغنى ليس إلا كثرة المال من نقود وأسهم وعقارات وتجارة وغيرها، ويعتقدون أن من ليس كذلك فليس من أهل الغنى، هناك أناس كثيرون يمتلكون الكثير من المال المنقول وغير المنقول، لكنهم يعيشون فقراً حقيقياً، ومأسورون للخوف والهموم، ويسعون دائماً لزيادة أموالهم خوفاً من الفقر المادي ويبخلون بالنفقة في أوجه الخير حتى لا يقل مالهم، وتكون عيونهم على أموال الآخرين طمعاً، فلا بأس بالغنى لمن اتقى.
ونذكر هنا إن الصحة خير من الغنى، وطيب النفس خير من النعيم، وعندما يقنع الإنسان بما أعطاه الله، سيكون أغنى الناس، ومن قنع استغنى.
ليس كلامي هنا أن يمتنع الناس عن العمل والكسب المادي، ومحاولة تحقيق الغنى عن طريق العمل التجاري الحلال، بل كل ذلك مطلوب ومرغوب، وإنما الذي يتعارض مع القناعة أن يغش التاجر في تجارته، وأن ينافق المسؤول من أجل منصبه، وأن يذل المرء نفسه لغير الله تعالى، وأن يحسد الأخ أخاه على نعمته، فكم من فقير يمسي ويصبح طاوياً، يتضور جوعاً، يفترش الأرض، ويلتحف السماء صيفاً شتاءً، وقد عضّه الفقر بنابه، وصب عليه البؤس عذابه، ولا يعلم بحاله إلا أدنى الناس منه، وألصقهم به، فالغنى غنى القلب والنفس، والفقر فقر القلب والنفس.
إذا استغنت نفس المرء، كفّت عن المطامع فعزّت وعظمت، وحصل لها من الخطوة والنزاهة والشرف والمدح ما تستحقه.
جميل أن يجمع الإنسان بين غنى المال في حدود، وغنى النفس بلا حدود.

حسن علاّن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار