وقـال البحــــــر.. عاشق فلسطين

العـــــدد 9431

الإثنـــــين 23 أيلــــول 2019

 

كان لقائي الأول بشاعر المقاومة عاشق فلسطين يوسف الخطيب بداية عام 1965 حين كُلفت ببرنامج إذاعي في إذاعة دمشق وكان يوسف الخطيب مديراً للإذاعة السورية، وكنت أتابعه وأستمع إلى زواياه القومية التي تركز على فلسطين حبيبته الأبدية، وقد أهداني ابنه الدكتور وضاح يوسف الخطيب بعض منشورات دار فلسطين وهي مؤسسة والده للثقافة والإعلام والفنون وذلك منذ أعوام وكان يشغل وضاح الخطيب منصب المدير العام للهيئة العامة السورية في وزارة الثقافة، كما أهداني تسجيلات شعرية بصوت الشاعر الكبير والده عاشق فلسطين.
ولد يوسف الخطيب في بلدة (دورا) بجبل الخليل في فلسطين عام 1931 وتعلم في مدرستها الابتدائية ثم أتم دراسته في مدارس الخليل وانكب على كل ما يقع في يديه من كتب أدبية، وقصص وأشعار تراثية ومعاصرة، مارس العمل الصحفي، والإذاعي في كل من إذاعة دمشق وإذاعة القدس (في رام الله) وتخرّج من كلية الحقوق في الجامعة السورية وقام يوسف الخطيب بتأسيس (دار فلسطين) في دمشق ونذر على نفسه أن يخدم القضية إعلامياً وثقافياً وفنياً، وكان أحد أعضاء الهيئة التأسيسية لاتحاد الكتاب العرب في سورية وعن دار فلسطين قام بإصدار عدد من المطبوعات المرجعية الهامة مثل (ديوان الوطن المحتل) وللشاعر يوسف الخطيب إسهاماته عبر نصف قرنِ في مختلف الملتقيات الأدبية على المستوى القومي، وكانت ولادة الشاعر عام 1931 ورحل عن عالمنا عام 2011 بعد حياة أدبية ونضالية حافلة، وهذه آخر كلمات الشاعر الكبير يوسف الخطيب بخط يده وهي مؤرخة في 15 /6/2011، وقد وضعت صورتها على طاولتي وقرأتها مرة بعد مرة، كتب الشاعر كلماته الأخيرة ورحل عن دنيانا عاشق فلسطين.
(ستظل فلسطين على الدوام مالئة الدنيا، وشاغلة الناس، ومن لم يتعرف على هذه الرقعة الصغيرة نسبياً من إقليم الشام العربي الكبير سواء بجملتها التاريخية العامة، أو بتفاصيلها الجغرافية الدقيقة، فكأنما هو في شبه حالة انفصال مزرية عن زمانه ومكانه فوق سطح هذا الكوكب).

عزيز نصّار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار