العدد: 9427
الثلاثاء: 17-9-2019
بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر على الاجتماع الذي ترأسه وزيرا النقل والتعليم العالي في مقر جامعة طرطوس بحضور رأسي السلطة المحلية والقيادة السياسية ورئيس الجامعة والقائمين عليها تبددت جرعة التفاؤل التي أعطاها لنا رئيس لجنة المتابعة الحكومية في ذلك الاجتماع، فقد أبلغ وزير النقل رئيس اللجنة يومها الحضور أن رئيس الحكومة وافق على تخصيص الجامعة بمليار ليرة لصالح مبنى كلية الهندسة التقنية، وقال بعد أن وجّه له كل عبارات الشكر والتقدير إنه وعده بالمزيد حسب تقدم العمل في المشاريع، مؤكداً بناء على هذا الوعد أن نقص التمويل لن يكون مبرراً للتأخير في تنفيذ مباني كليات الجامعة بعد الآن.
أما اليوم فقد تبيّن لنا من خلال رئاسة الجامعة، ومن خلال ما طرح تحت قبة مجلس الشعب أول أمس حول الجامعة، أن الحكومة لم تنفذ ما أبلغنا به رئيس لجنة المتابعة الحكومية لجهة الموافقة على تخصيص المليار ليرة لمبنى الهندسة التقنية، وأنها لم تفِ بوعدها لجهة استمرار التمويل حسب تقدم العمل وعدم توقفه بسبب نقص التمويل حيث أن رئاسة مجلس الوزراء وبدل تحويل مبلغ المليار للجامعة وجهت وزارة التعليم العالي بتأمين المبلغ من فائض موازناتها والمبلغ غير متوفر لدى الوزارة ما يعني أن العمل في مبنى الهندسة التقنية والبنى التحتية للموقع عاد للتوقف مجدداً كما أن العمل لن يبدأ في أي مبنى آخر!
وهنا أعود للقول إن جامعة طرطوس ومشاريع الأبنية المقرر إقامتها على الأرض المستملكة لصالحها منذ ٢٠٠٧ لم تحظ بالدعم الحكومي اللازم بعكس مشاريع أخرى ليست بأهميتها خصصت لها ٧٩ ملياراً في عامين كما سمعنا في أكثر من اجتماع، بدليل بقاء الأرض على واقعها منذ استملاكها وحتى الآن، وبالتالي إذا ما بقي (الدعم) الحكومي بالكلام فقط فهذا يعني أن جامعة طرطوس ستبقى إلى مالا نهاية في أبنية المدارس التي تفتقر لأدنى الشروط المطلوبة لأي جامعة في العالم والموزعة في 12 موقعاً داخل المدينة وخارجها، وحتى إذا التزمت الحكومة بما قاله رئيسها أول أمس أمام مجلس الشعب لجهة دعم الجامعة بملياري ليرة كل عام-علماً أنها لم تلتزم بتحويل المليار- فهذا يعني أن إنجاز مشاريع الجامعة المخطط لها في الخطة الخمسية القادمة لوحدها – والبالغة (١٠٨) مليارات ليرة كما ذكر رئيس الجامعة – يحتاج لأكثر من نصف قرن فكيف ببقية مشاريعها؟
على أي حال يبدو أن الاستثمار في الانسان وإعادة إعمار البشر ليس ضمن أولويات الحكومة حتى الآن، فَلَو كان ضمن أولوياتها لكانت خصصت عدة مليارات لصالح هذه الجامعة، التي تضم أكثر من ثلاثين ألف طالب، من الأموال الضخمة الموجودة في حساب لجنة الإغاثة أو حسابات أخرى.
هيثم يحيى محمد