علاج حصى المرارة.. الاستخراج أم الاستئصال؟

الوحدة- لمي معروف

مسألة تحيّر الطبيب أحياناً، إذ تعد المرارة أو الحويصلة الصفراوية محطة استقبال السائل الصفراوي الذي يفرزه الكبد ليتم تخزينه، وفي أثناء الطعام أو عملية الهضم تنقبض الحويصلة لدفع السائل إلى الأمعاء للمساعدة على هضم الطعام.
بيد أن ظروفاً وعوامل مختلفة يمكن أن تؤدي إلى تبلور هذا السائل فيتراكم أو يركد داخل الحويصلة، فتتكون حصى صغيرة قد يكبر حجمها بمرور الوقت، وقد يتراوح بين حبة الرمل وحجم كرة الغولف وفي الغالب يرى الأطباء أن تكون غالبية الحصى يعود إلى زيادة كمية الكوليسترول إلى درجة تتجاوز بكثير المكونات الأخرى للصفراء.
وتمر العصارة عبر قنوات دقيقة من المرارة إلى الأمعاء الدقيقة لتساعد على هضم الدهون، وتحتوي الحويصلة السليمة على كميات متوازنة من الأحماض الصفراوية والكوليسترول ولكن عندما ترتفع نسبة تركيز الكوليسترول إلى مستويات عالية تتكون الحصى في الحويصلة، وتصبح عديمة الفائدة، وقد تفقد وظيفتها الأساسية التي وجدت من أجلها داخل الجسم بل إنها قد تصبح سبباً في الإصابة بالكثير من المضاعفات في المستقبل إذا لم يتم اتخاذ الاجراء الطبي في الوقت المناسب، وتكون الآلام الناجمة عن حصى المرارة حادة ومفاجئة، وقد تدوم لساعات طويلة، وفي الغالب يشعر المصابون بتلك الآلام المزعجة بعد فترة قصيرة من تناول وجبة الطعام، وتبدأ في يمين الجزء العلوي من البطن وقد تصل إلى الظهر أو عظم الكتف اليمني، وتصاحب الآلام أحياناً حالات من الحمى والغثيان، ولتقليص نوبات الألم يجب الحد من تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون والاستعاضة عنها بوجبات صغيرة.
وتظهر الأعراض عند تهيج الحصاة أو المواد الكيميائية في الحويصلة أو نتيجة إصابة جدارها بعدوى بكتيرية، وكذلك عندما تغادر حصاة واحدة مكانها لتنتقل إلى القناة المرارية أو القناة الصفراوية الرئيسية أو القناة البنكرياسية فتسد أياً منها.
وربما يتوقف الألم المصاحب للحالة، وقد يبقى على هيئة وخزات مزعجة في الجانب الأيمن من أعلى البطن، وقد تقود إلى مضاعفات خطيرة، مثل انزلاق حصاة واحدة أو أكثر إلى القناة الصفراوية، ما يؤدي إلى انسدادها تماماً، وهو ما يعرف بمشكلة (الصفراء الانسدادية)، ومن أعراض هذه الحالة تحول لون البشرة وبياض العينين إلى اللون الأصفر أو اليرقان، وفي بعض الأحيان قد يصاب المريض بالحمى وهذه الحالة تعد حرجة تحتاج إلى تدخل عاجل.
وعند تشخيص الانسداد يتعين على الطبيب اتخاذ قرار فوري ذكي، وفي الغالب يتم استئصال المرارة إما عن طريق المنظار، وإما بالجراحة التقليدية إذا لم تنجح الطريقة الأولى وليس الاكتفاء باستخراج الحصى من المرارة خاصة أن الإصابة المتكررة تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان المرارة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار