رقــم العــدد 9289
11 شــــــباط 2019
أقام مركز تعليم اللغة الفارسية التابع للمستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللاذقية، احتفالية بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران.
وكانت بداية الاحتفالية مع كلمة للسيد مدير مركز تعليم اللغة الفارسية والملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية باللاذقية حسين الحسيني.
وتوجّه بداية بالشكر لجميع الحاضرين المشاركين في الاحتفالية في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإيرانية ونقل التحيّات لشعب سورية وقيادتها، وتحدّث السيد حسين الحسيني قائلاً: أن التجربة الإيرانية واجهتها نقطتان أساسيتان الأولى: عندما قالت لا للولايات المتحدة الأمريكية فهذه التجربة واجهت العقوبات منذ اليوم الأول، والتي كان القصد منها كسر إرادة الشعب الإيراني وقيادته والعقوبات متواصلة حتى اليوم، على الرغم من ذلك تطورت إيران في كثير من المجالات في الأربعين سنة الماضية، وتعرضت كثيراً لتشويه صورتها.
وكان ذلك بسبب نقطتين أساسيتين الأولى: هي التنمية الاقتصادية والعلمية الذاتية، والنقطة الثانية موقفها الحازم في مواجهة الكيان الصهيوني وفي دعم حركات المقاومة من جهة أخرى ولقد أصبح من المعروف للقاصي والداني أن جميع الرؤساء الأمريكيين، كان لديهم ملفاً يتوارثونه من بعضهم البعض وهو الملف الإيراني، الذي يتضمن العديد من القضايا ومن أهمها كيف نحاصر إيران؟! كيف نعاقب إيران؟! كيف نمنع الإيرانيين من تطوير قدراتهم الذكية؟! والموضوع الأهم هو كيف نسيطر على إيران من جديد؟! وكما هو معلوم كانت أمريكا تسيطر على إيران قبل انتصار الثورة.
وكانت العلاقات بين نظام الشاه وبين الكيان الصهيوني قوية جداً.
وهذه العلاقة هي التي أثارت نقمة الشعب الإيراني ودفعته إلى أن يثور على ذلك النظام، حيث جعل الإمام الخميني هذه العلاقات محور خطاباته والفتاوى لتنبيه شعب إيران بمدى خطورة الأمريكان والصهاينة على إيران، وكان يصفهما بالشيطان الأكبر والشيطان الأصغر، ولهذا وبعد انتصار الثورة الإسلامية مباشرة، تعرضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى كثير من مؤامرات الأعداء الأمريكيين والصهاينة، وقاموا بأبشع الممارسات التي تهدف لإسقاط الجمهورية الإيرانية لفرض سيطرتهم الكاملة.
ومن هذه الأساليب الحرب المفروضة والظالمة واغتيال الشخصيات البارزة العلمية والدينية وفرض الحصار والعقوبات الظالمة، والكثير الكثير من المؤامرات الأخرى.
ولكن على الرغم من كل الضغوط الدولية، تمكّنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بجهودها الذاتية وبالاعتماد على خبرات أبنائها من حل جميع مشاكلها، واليوم نشهد إنتاج الكثير من احتياجاتها من قبل الشباب الإيراني المبدع وبالتعاون مع الأصدقاء مثل سورية ولبنان.
وأشار السيد الحسيني إلى المواقف السورية حكومة وشعباً الداعمة لثورة إيران منذ انطلاقتها وهي مازالت مستمرة في وقوفها وموقفها الداعم، وتمنّى أخيراً أن نتمكن بوقوفنا جنباً إلى جنب (سورية وإيران) من منع الدول المتآمرة من تنفيذ مشاريعها في سورية والمنطقة وإن شاء الله سنحتفل بالانتصار على هؤلاء الإرهابيين التكفيريين، وعودة سورية كما كانت عليه.
والكلمة الثانية كانت مع فضيلة الشيخ محمد رضا حاتم: وبعد المباركة والترحم على أرواح الشهداء تحدّث فضيلته عن معنى هذه الدعوة للمشاركة في هذه الاحتفالية والمعنى هو صون الجسور التي تجعلنا دائماً أقوياء ونتزود من وقود هذه الثورة في محطة صعبة للغاية.
وبدأ القول: إنّ انطلاقَ أيِّ ثورة سهل جداً على المستوى الفردي أو الجمعي أو الدولي في كل ميادين الحياة، أيّ مشروع يمكن أن يبدأ بسهولة، ولكن هل بالمستطاع المحافظة على استمرارية هذا المشروع وهذه الثورة، وهي المباركة التي تحمل حقيقة في خلد كل منّا للجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الثورة المستمرة والمستدامة، وتساءل فضيلته: فما رأينا بالأربعين عاماً مرّت على ثورة والتي لا نستطيع أن نذكر هكذا ثورة دون أن نذكر الإمام الخميني المنتصر الكبير و الفيلسوف العظيم الذي جعل من القوانين الإلهية سبيلاً لارتقاء الشباب الثوروي ومن الاتجاه القائم إلى الاتجاه المعاكس تماماً, واستفاد من الأنظمة العالمية لأنه يؤمن بما هو صالح نظرياً ويدعم تجسديه عملياً ليكون واقعاً ملموساً ومعاشاً.
وقال فضيلته عندما هجر الإمام الخميني من العراق إلى فرنسا وعبر الحدود التركية سئل أين أنصارك لا يوجد أنصار؟ فأجابهم إن أنصاري يشربون الحليب في المهد وعندما حمل نعشه قالت الواشنطن بوست اليوم يحمل نعش الإمام الخميني من كانوا يرضعون الحليب في المهد. وهذا الاستشراق أن نقرأ استمرارية هذه الثورة وأن نبارك بانتصارها. وواصل حديثه قائلاً: من أراد السباحة في مياه الثورة الإيرانية فهي محيط, وأن أعداء الثورة يقرون بنجاحها أكثر من الأصدقاء.
وهذا ما يجعلهم يعيشون بين الخوف والتخويف ويبثون ثقافة معادية في كل مكان.
وتحدث فضيلته عن الصحوات الإسلامية التي سبقت الثورة الإيرانية (جمال الدين الأفغاني- محمد عبدو) التي تحركت لكنها لم تحقق أدنى مستوى من أحلام قيادييها لربما لأنها بعيدة عن روح الإسلام الحقيقي. أما الثورة الإسلامية والصحوة الخمينية الخامنئية نجحت في تحقيق الأهداف وشكلت حكومة دينية تستند على تعاليم إسلامية بطرق علمانية فأرهبت أعداءها وأسكتت معارضيها. وأصبحت مرهوبة الجانب ولاعباً إقليمياً وعالمياً سياسياً واقتصادياً.
وشكل الإمام الخميني فكرة حديثة بعد انتصار الثورة بتشكيل الحكومة الإسلامية, أثرّ على العالم وساحته السياسية وأصبحت صحوة أخلاقية في الانتماء وتاريخية في الجذور ونذير شؤم للبلاد اللا إسلامية.
وطرح فضيلته سؤالاً: هل تستطيع أمريكا اليوم أن تضرب طهران أو دمشق بالقنبلة الذرية والجواب لا. لأن أمريكا ليست غبية وإنها لن تضرب لأنها ليست غبية.
وإنما استطاع أعداؤنا أن يصنعوا قنبلة أسمها قنبلة داعشية وللأسف الشديد لم يزل بعض الغافلين من علماء الأمة يلبسون داعش ثوب الإسلام. إنما هي ليست موقوتة فتنفجر في كل يوم وكل ساعة والذرية تفجّر مرة واحدة وتدّمر الماديات أما القنبلة الداعشية تدّمر الماديات والتراث والمعنويات والقيم.
والفرق مادي بينهما أيضاً. والقنبلة الذرية تنطلق من الخارج إلى الداخل أما الداعشية تنطلق من الداخل من قلب العواصم والمساجد لتدمّر القيم.
والحرب بين أمريكا وإيران هي حرب عقائدية إيديولوجية وجودية بامتياز أما الوقفة الثالثة في هذه الاحتفالية كانت قصيدة للشاعر صلاح شريف يوسف:
إيران سورية الفدى رمزان
للحبّ والعيش الكريم الهاني
بهما مصابيح الإخاء تلألأت
وحبّاً تنزّل من هدى الرحمن
وزهت مواقيت الفداء تزفّها
أجراس نطق في صدى الآذان
يا ثورة الإسلام سكبك نخلة
عذراء تنجب من ندى رباني
ثمرات آلاء الشهادة والفدا
بشرى تُزفّ لسائر الأديان
إلى أن يقول:
يا جيشنا السوري طفت مكللاً
بالنصر تحمل راية الأوطان
شهداؤنا الأبرار في أجسادهم
صانوا التراب وعزة الإنسان
وآخر وقفة كانت كلمة للمحامي محمد أحمد علي: تحدث فيها عن انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية مباركاً انتصارها ونجاحها بقيادة الإمام الخميني , تحدّث عن العالم الذي لا يخالف قوله فعله الذي هو من الشعب وإلى الشعب. وتحدث عن إنشاء عشرات الجمعيات واللجان الأهلية والحكومية لرفع الحيف الذي لحق بالمجتمع بكل مكوناته من حاكم مستبد ظالم منها: لجنة الإمام الخميني للإغاثة أهمها التي تهتم بالحياة المعيشية ولجنة محو الأمية, وانتقل السيد محمد للحديث عن جيش إيران المدافع عن الحق وبالحق , والتي لمسناها في سورية بمواقفه المشرفة, للإنسانية وهو سابع جيش بالعالم. ناهيكم عن الصناعة الفضائية والخلية الجذعية ، إضافة إلى تقدمها بالعلم حتى على بعض الدول الأوروبية. ولم يكن لها أي موقع علمي يذكر في ظل حكم الشاه. وتحدث عن الإمام الخميني القائد الذي انتهج العلم سبيلاً, وأشار إلى بحث ولاية الفقيه الذي هو عمق الإسلام . واختتم كلمته بالقول: إن التطور العلمي والحضاري في الدولة المحمدية في إيران هو ثمار شجرة النبوية المزروعة في قلوب آمنت وعملت بما آمنت, وهي شجرة الإنسان المخلوق بأحسن تقويم.
كما تضمنت الاحتفالية مسابقة وكان ذلك بحضور عدد من المفكرين والعلماء, والأدباء والباحثين وحضور لافت من المتابعين والمهتمين.
رواد حسن