الوحدة – رفيدة أحمد
تعيش محافظة اللاذقية هذه الأيام نشاطاً فنياً لافتاً، والأجمل مشاركة الأنشطة ضمن فعاليات المحافظة، وهذا حال ورشة عمل لطلاب مركز الفنون التشكيلية ضمن حديقة البانوراما ضمن أسواق اللاذقية، لتكون ورشة عمل مميزة بمواهبها وحسها الفني الجميل، وتفاعلها مع الجميع سواء من المشاركين أو الزوار الذين أبدوا إعجابهم الكبير بما شاهدوه وتقديرهم للجهود المبذولة من قبل القائمين على المهرجان من جهة، ومن أسرة الورشة من جهة أخرى، ناهيك عن مكان الفعالية ضمن الطبيعة الخلابة التي ترفد بمشاعر الأمل والتفاؤل.
حول هذا النشاط حدثتنا مديرة مركز الفنون التشكيلية قائلة: مركز الفنون هو المركز الجميل الرائع تدخل إليه وكأنك تشارك كل ما يحيط بك، ودائماً هناك عرس من الألوان التي تشبه قوس قزح، من عادة هذا المركز المشاركة في جميع الأنشطة الثقافية.
وقد كان لنا شرف المشاركة بورشة رسم لطلاب مركز الفنون التشكيلية الكبار والصغار ضمن فعاليات مهرجان أسواق اللاذقية، حيث شارك من الكبار عشرة طلاب رسموا أشياء مختلفة وأغلبهم رسم سوريا الجديدة والحرة.
أما الأطفال فقد شارك عشرون طفلاً من النادي الصيفي كلّ طفل رسم ما تعلّمه في المركز، وكانت هذه المشاركة من أجمل وأرقى المشاركات المعبرة عن الفرح والحرية.
الفنان التشكيلي عبدالله خدام مدرس مادة التصوير والرسم في مركز الفنون التشكيلية باللاذقية الذي حدثنا قائلاً: لقد شرفتنا مديرية الثقافة بالمشاركة في احتفالية مهرجانات التسويق بمحافظة اللاذقية وكانت المشاركة أكثر من ممتاز، لأن هذه المشاركة جاءت تعبيراً عفوياً لطلبتنا في مركز الفنون التشكيلية الذين لبوا الدعوة بشكل سريع، وراح كل منهم يعبر عن ذاته وفرحه وسعادته، لأنه يقابل الجمهور وجهاً لوجه، وهذه المشاركة بحد ذاتها تعتبر إنجازاً كبيراً لتجربتنا التعليمية لمادة الرسم والتصوير وإضافة مهاراتية جديدة لم يسبق لأحد أن تجاوز هذا النشاط والرسم المباشر بالطبيعة وأمام المتلقي، فيه شيء من الشجاعة لدى الفنان المبدع كبيراً كان أو صغيراً أو محترفاً،ولذلك كان المدرس إلى جانب المتعلم الصغير الذي لعب بأصابعه على مساحته البيضاء بتعابير تعبّر عن ذاته كما فعل مدرّسه أمامه باللعب على الألوان والخطوط والكتل لتشكيل العمل الفني فتآلفت الجهود، وتآلفت الرؤى، فتعلمنا نحن من تقنيتهم صغاراً لإضافة تجربتنا العريقة بهذه الأساليب بتكتيك حديث لصياغة اللوحة المتكاملة التي تصفع الجمهور فتجعله يدهش ليعانق اللوحة، ويتفاعل معها اعتماداً على تقنياته وتجربته العميقة المكونة من مشاعر وأحاسيس، وأخذت أحياناً التجريب والاختزال من إنتاجات هؤلاء الأطفال والأشبال، فلذلك حُق لنا أن نقول: إننا علمنا الأطفال الإبداع، وتعلمنا منهم، فالطفل مدرسته الواقع والطبيعة والمباشرة، وقد يتعثر الطفل بتعبيره، ويكون هذا التعثر إسقاط لروحه البريئة. فتشمخ الألوان والخطوط لنقول عنها لوحة متكاملة. فالطفل عالم واسع من الأحاسيس والمعارف غير المحدودة، ونحن نغوص إلى أعماق الإنسان لتعبر عن هذا اللاشعور بعيداً عن عالم المدارس الفنية، ومن هنا نشكر مدير المهرجان لحسن استقباله وضيافته، وتأمين كل معطيات النجاح لهذه التجربة.
كما التقينا الفنانة غيد أمينو المسؤولة عن نشاط الرسم للأطفال في مركز الفنون التشكيلية حيث قالت: نشارك في هذا النشاط مع مجموعة من الأطفال متفاوتة أعمارهم ما بين /4- 13/ سنة مما يعزز الحس الفني، والتواصل بين الأطفال عن طريق الرسم بلوحاتهم الجميلة وألوانهم الزاهية التي تعطينا التفاؤل والأمل بمستقبل مشرق لسوريا.


