وقـال البحــــــر ..طائر الفينيق الحزين!

العدد: 9417

الثلاثاء :3-9-2019

 

تقول الأسطورة إن طائر الفينيق ينبعث مجدداً من الرماد بعد الموت، ويعود للحياة، ولأن هذا الطائر كذلك أصرّ فؤاد معنا أحد أبناء طرطوس المجبول بعشقه للمسرح على تسمية فرقته المسرحية باسم هذا الطائر وبات يقيم مهرجاناً لها على شاطئ طرطوس كل عام في مثل هذه الأيام، وهذا العام كان ترتيبه الحادي عشر وكان ناجحاً سواء لجهة الحضور والتفاعل من قبلهم مع الفرقة، أم لجهة الأعمال المسرحية المقدمة والهواة الذين شاركوا بها، أم لجهة الاستمرارية والإصرار عليها رغم العقبات المختلفة التي تواجه صاحب الفرقة وكادرها منذ إحداثها وحتى الآن.
هذا الفعل الثقافي المطلوب من قبل الكثيرين والذي بات له جمهوره المتابع باستمرار كشف لنا ولغيرنا مجدداً حجم التقصير والإهمال اللامحدود بحق بحرنا وشاطئه فطيلة أيام المهرجان الأربعة والروائح النتنة والكريهة الصادرة عن مجارير الصرف الصحي التي تصب على الشاطئ تزكم أنوف الحضور وسط استغراب معظمهم من استمرار هذا الواقع منذ عدة عقود وحتى الآن بسبب فشل الحكومات والسلطات المحلية المتعاقبة في إنجاز مكونات مشروع الصرف الصحي الذي صرفت الدولة عليه المليارات بهدف تحويل مياه الصرف الصحي للمدينة وما حولها إلى محطة المعالجة التي وضع لها رئيس حكومتنا الأسبق حجر الأساس منذ ٢٠٠٨ قرب مكتب نقل البضائع دون أن ينفذ منها شيء لتاريخه تحت حجج مختلفة غير مقنعة لأحد، ولا يتوقف الأمر على ما تقدم فقد ذكرنا هذا الواقع المؤلم لشاطئ مدينة طرطوس بحال بحر وشاطئ المحافظة بالكامل، فلا محطات معالجة عليه وعشرات نهايات خطوط الصرف الصحي تصب على امتداده من الحدود اللبنانية وحتى الحدود التركية (أي ضمناً شاطئ اللاذقية) والفوضى وسوء الاستثمار يشمل نسبة كبيرة منه وسط غياب الجهات المعنية عن دراسة واقعه بدقة واتخاذ القرارات التي من شأنها المعالجة الجادة لهذا الواقع غير المقبول أبداً خاصة في بلد لا يزيد طول شاطئه عن مئة وثمانين كيلو متراً!
أعود لطائر الفينيق وفرقته المسرحية التي تستحق التحية والتقدير هي ومن يدعمها لتستمر، وأقول للجهات المعنية تمثلوا بطائر الفينيق وتحركوا بقوة مجدداً لإعادة الحياة لهذا الشاطئ الذي موتته الملوثات والتعديات، وخلصوه منها بشكل نهائي، وأقيموا على الكورنيش البحري مسرحاً مكشوفاً في الهواء الطلق (النقي) الذي يلي المعالجة، مع نادٍ للشباب من هواة المسرح وغيره فهل من مجيب حتى لا يبقى طائر الفينيق الذي يخصنا حزيناً؟

هيثم يحيى محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار