“متلازمة التعب”..أنواعها وأعراضها وعلاجها

الوحدة – لمي معروف
التعب هو الحالة التي يستشعرها الكائن الحي عندما تستنزف طاقته ويحال بينه وبين تجديدها، وعندئذ يتعذر عليه أن يحقق التوافق ولا يقوى على احتمال أبسط الضغوط.
الغذاء الجيد والراحة والنوم تمثل علاجاً للتعب، أما الحرمان من أي من هذه المتطلبات لمدة طويلة فمن شأنه جعل المرء يشعر بالتعب الشديد، وقد أمكن تجربة الحرمان من النوم لمدة تراوحت بين 72 و 98 ساعة على عينة من الناس، فأصيب معظمهم بالخلط العقلي وسوء التوجه واضطراب التفكير والتصور وفقدان الشخصية واضطرابات الذاكرة والإدراك،
وكانوا من وقت لآخر يرفعون أيديهم إلى رؤوسهم وكأنهم بذلك يزيحون شيئاً يضايقهم، وهي الظاهرة التي تسمى (وهم القبعة) باعتبار أن الألم الذي يستشعرونه كأنه طاقية تحزم رؤوسهم، وهناك التعب العضلي الذي يحس المرء معه بتيبس في عضلاته نتيجة ما ترشحه من سوائل، حيث تتأثر عمليات المخ نتيجة تناقص الأكسجين في الدم.
وللعوامل النفسية دور كبير في الإحساس بالتعب الذي يتسلل إلى الجسم مع الشعور بالملل والضجر والسأم، وإحساس الشخص المهووس بالتعب أقل وأبطأ نسبياً من إحساس الشخص السوي.
والتعب عموماً أبرز أعراض الوهن العضلي، ويزيد الشعور به عند التعرض للضغوط النفسية، وخاصة إذا ترافق ذلك مع الحرمان من الراحة وقلة النوم ومعاناة البرد أو الحر الشديدين.
ومتلازمة التعب هي ما يوصف ب
(الإنهاك العصبي) ولم يعد من المألوف استخدام اصطلاح النهك العصبي أو النفسي لوصف التعب النفسي المنشأ، لأن التعب اضطراب عرضي كالاكتئاب والقلق والفصام والذهول الكتاتوني والخوف المرضي والهستريا التحولية وغير ذلك من الاضطرابات النفسية والعقلية.
وفي متلازمة التعب نقارن بين التعب بالنهك والألم والغثيان والأرق والشعور بالعجز وبين تناقص الكفاءة والطاقة العامة وعندما تقول: (متلازمة التعب) أو حالات التعب نعني تلك الحالات التي يكون التعب الظاهر أخذ أعراضها والتي لها أسباب نفسية وتأتي حادة.
والفارق بين التعب النفسي والتعب الجسدي أي الذي له أسباب من مرض أو نقص في التغذية أو في الإفرازات الهورمونية أو نتيجة الأورام، أن التعب النفسي ليس له مكان بعينه ويتنقل من عضو لآخر، وهو تعب غامض وغير منتظم ولا يساير النواحي التشريحية للجسم، وغالباً ما يباغت المريض عندما تواجهه ظروف عصيبة أو يرتبط بصراعات انفعالية ومشاعر ذنب بالوحدة والإحباط والميول العدوانية التي لا تجد التصريف، ومثل هذه الصراعات تستنفذ طاقة الشخص وكلما قل وعيه بها وتعطل عن الوصول إلى حل لها احتدمت واستفحل شعوره بالتعب والأعراض الأخرى مثل الإكتئاب والعجز عن الشعور باللذة وفقدان الشهية وتناقص الوزن والإصابة بالإمساك، وقد ينتج التعب النفسي عن فقدان عزيز أو الشعور بالمهانة، أما التعب الجسدي فهو حالة الإنهاك والإجهاد العضلي الذي يمس الطاقة العضلية والجسمانية، ويتطلب حالات التعب النفسي رفع معنويات المريض ومساعدته على استعادة ثقته واحترامه لنفسه، إحاطة المريض بالحب الذي يستحقه، التعويض عن الحب المفقود إثر فقد عزيز.
علاج حالات التعب المزمن التي يدخل فيها عنصر عصابي دائم ولا يتجاوب مع تغيير البيئة ولا يتعاطى المهدئات أو المنشطات يكون علاجاً نفسياً، ويقال إن التحليل النفسي مهم في مثل هذه الحالات.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار