رقــم العــدد 9416
الاثنين 2 أيلــــــول 2019
يستمر معرض دمشق الدولي فعالياته الغنية وسط إقبال كبير ومشاركة واسعة من داخل القطر وخارجه، وقد سبق وتحدّثنا كثيراً عن المعاني الوطنية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية لهذا المعرض، وحتى يُكمل استدارة نجاحه فإننا نأمل وننتظر أن تلقى معروضاته كلّ اهتمامات بعد انقضاء أيامه، لأننا نرى أن المعرض هو نقطة بداية وليس ختام مرحلة أو عمل، وما يتضمنه مما توصلت إليه شركاتنا أو الشركات الزائرة يجب أن يكون موضع تقييم لاختيار ما يناسبنا منه، كما أنّ معرض الباسل للإبداع والاختراع بدورته الـ 19 بمشاركة 827 مخترعاً والذي تنظمه وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي وهيئة التميز والإبداع وجمعية المخترعين، يجب أن يكون منصّة حقيقية لتحقيق نهضة ملموسة لا أن ينتهي هذا المعرض عند الجوائز التي توزع على الفائزين به.
سورية التي تعيد بناء نفسها بنفسها ستكون قادرة خلال وقت قصير على التميّز، والحرب التي أرادت ضرب عزيمتنا، لم تزدنا إلا صموداً وحبّاً في الحياة، وهذا يفرض علينا أن نعطي مقومات الحياة القدر الذي تستحقه من الاهتمام والجديّة والمتابعة، وإزاحة العراقيل والمعرقلين، وامتلاك ناصية المحاولة، والتخلّص من البيانات والتقارير التي يضحك بها البعض على نفسه، والانخراط مع الجميع في بوتقة بناء لن تكون سهلة، لكننا واثقون أن نتائجها ستكون متفردّة، وكلها في خدمة الإنسان السوري الذي ضحّى وبذل وصمد، وما زال يقدّم للعالم الدروس في الوطنية والانتماء، وقلّة قليلة مما يبحرون عكس التيار لن يغيّروا في المعادلة شيئاً إلا إذا بقينا نتفرّج على سوء أعمالهم دون حساب وعقاب.
سورية المتجددة لا تحتاج إلا للمخلصين من أبنائها، ونحتاج كسوريين (ومطلوب منّا) احترام الثوابت، وعدم التقليل من أهميتها، فالقيم قد توجد في بيئات غير مناسبة لكنها لا تتغيّر، والقيم الوطنية التي نشأنا عليها ستبقى بوصلة عملنا، أما استخفاف البعض بها فمردّه خلل فكري وعقائدي ووطني لدى المستخفين..
غانم محمد
ghanem68m@gmail.com