العـــــدد 9416
الإثنـــــين 2 أيلـــــول 2019
راح حمدان يطوف في القرية وصوته يعلو (مصيدة عجيبة أخشابها من السنديان، وقضبانها المعدنية لا يعلوها الصدأ).
صارت المصيدة حديث الأهالي، وأكدّ حمدان أنّها ستنتشر في كل الأماكن، قال له أحد الرجال: هل جرّبتها؟ أجابه حمدان: إنها ممتازة جّداً، سألت امرأة عجوز: كم ثمن المصيدة؟ قال حمدان: صندوق من التفاح، وعشر بيضات، قالت العجوز:
السعر مرتفع.
وبعد مساومة بينهما اشترت المرأة المصيدة بنصف صندوق من التفاح وخمس بيضات وشرح لها حمدان كيفية الاستعمال.
غضبت المرأة العجوز واستدعت حمدان إلى بيتها في اليوم التالي أخبرته أن فأراً علق بالمصيدة صاح حمدان: هذا أمر جيد، لقد صنعت أفضل مصيدة، أشارت المرأة إلى زاوية الغرفة، التفت حمدان، فلمح في المصيدة فأراً سميناً أسود اللون.
سألت المرأة: كيف نخرج الفأر؟
بدا الاضطراب على حمدان، فهو لم يفكر بطريقة فتح المصيدة، حاول أن يحرّك أقسامها فلم تفتح، لم يترك وسيلة ألاّ واتّبعها بينما الفأر يقفز يمنة ويسرة.
قال حمدان: لقد أطبقت المصيدة على الفأر.
صاحت المرأة: إنها لا تنفتح، لقد خدعتني لأشتريها منك.
تجمّع الأهالي على الأصوات العالية، قال واحد منهم: انزعوا القضبان من المصيدة، قال آخر: اكسروا خشبها فيخرج الفأر، قال ثالث: لماذا نكسر المصيدة؟ يمكن للمرأة أن تربّي الفأر فيها فقد صنع حمدان قفصاً.
ضحك الحاضرون، وتقدّم أحدهم من المصيدة، وضغط عليها بيديه، سمعوا صوت انكسار الأخشاب، ورأوا الفأر يهرب باتجاه الحقل القريب.
صرخت المرأة: تحطّمت المصيدة وفرّ الفأر.
عزيز نصّار