العـــــدد 9415
الخميـــــــس 29 آب 2019
غداً أو بعد غد يعيد أبطالنا رأس المعري الذي قطعه برابرة العصر بعد أن حطموا تمثاله وأحرقوا مكتبه لحساب من ينامون على سواعدهم.
قريباً سيكون بإمكاننا أن نقول: صباح الخير لرهين المحبسين لمن بكته الإنسانية سيكون بإمكاننا أن نقول: صباح الخير لمن علّم البشرية وأسقط القناع، وكشف زيف النائمين في بحر العنصرية والمذهبية.
سيكون بإمكاننا أن نلتقي من جديد لإحياء مهرجان المعري الشعري، حيث أبطالنا الذين يرسمون خارطة الزمن الجديد يعيدون للتاريخ ألقه وللمكان توهجه وإشراقته سيتداعى الشعراء والأدباء لإحياء المهرجان وكأني أسمع صدى قصيدة شاعر العربية بدوي الجبل (إيه حكيم الدهر) التي مطلعها:
حليّ النديّ كرامة للرّاح
عجباً أتسكرْنا وأنت الصاحي
هوّن عليك ففي النفوس بقية
من رحمة ومروءة وسماح
النفوس الرحيمة صاحبة المروءات هي من تستعد اليوم لإعادة رأس المعري وتسكب جمها عليه ليبقى ينتج لنا أدباً وحباً صوفياً لا ينطفئ.
اليوم تتسابق الأنفاس إلى المعرة وهناك يقف التاريخ والتاريخ خزان الذاكرة . .
يقف التاريخ مذكراً بملتقيات الشعر والأدب التي تركت بصماتها على الصخور وتحت ظلال أشجار الفستق، لكنّ صيف المعرة هذا العام يعبق بنكهة الانتصارات تنثرها أشجار مثقلة بثمارها على رؤوس أبطالنا.
قبل المعرة عادت خان شيخون ومعها بلدات حماة، قامت جميعها ودفعة واحدة من وسط الخراب ونفضت عن كاهلها غبار السنين وظلمة إرهاب اعتقد البعض أنه أبدي.
أبطالنا ومن آزرهم كسروا ظهر الإرهاب في خان شيخون وقطّعوا قلبه لتعود بساتين الفستق تنبض بخضرتها حيث لون ثمارها الزهري يعكس حرارة النبض وانتظام دورة الحياة.
عاد الأمان إلى خان شيخون وقريباً جداً سيكون موعدنا في المعرة ومن هناك تنتعش شرايين القلب الممتدة إلى حلب ومن أمام تمثال المعري سنردّد ما قاله البدوي:
يا ظالم التفاح في وجناتها
لو ذُقت بعض شمائل التفاح.
إبراهيم شعبان