وقـال البحــــــر ..هل أنتم مستعدون حقاً؟

العدد: 9413

الثلاثـــــــاء 27 آب 2019

 

أكثر ما توقفت عنده في حديث وردود وزير زراعتنا خلال لقائه الأسرة الزراعية بطرطوس نهاية الأسبوع الماضي، كلامه المتعلق بعمل الوزارة الرامي لتأهيل وتفعيل عمل الوحدات الإرشادية المنتشرة على امتداد الريف السوري والتي تعاني ما تعاني من ضعف في الإمكانات الآلية والفنية، ومن شبه انعدام الثقة بينها وبين الفلاحين، وكلامه المتعلق بالخطوات الجارية لتأسيس صندوق للتأمين الزراعي الذي طالما سمعنا وقرأنا عن وعود حكومية بخصوصه وكلها ذهبت أدراج الرياح، وأيضاً كلامه المتعلق برؤية الوزارة لتطوير القطاع الزراعي بناء على ما توصل إليه بعض الباحثين في هيئة البحوث الزراعية بطرطوس خاصة لجهة إدخال زراعات جديدة في سهل عكار مثل زراعة الرز، وأخيراً كلامه المتعلق بموسم الحمضيات القادم والاستعداد لتسويق الإنتاج داخلياً وخارجياً.
وبغض النظر عن الموضوعات والقضايا الثلاثة الأولى ومدى ثقتنا وثقة المتابعين والمهتمين والفلاحين بالوعود التي أطلقها الوزير بشأنها، وأيضاً بغض النظر عن القضايا المهمة التي لم يتم التطرق اليها خلال اللقاء رغم أهميتها وضرورة معالجتها في مرحلة إعادة الإعمار بغض النظر عن كل ذلك وغيره ليسمح لنا السيد الوزير بسؤاله السؤال التالي: هل أنتم مستعدون حقاً لتسويق إنتاج الموسم القادم من حمضياتنا المنتشرة في الساحل أم أن ما قلتموه لا يعدو كونه كلاماً يفرضه اللقاء مع أشخاص وفعاليات ضمن منطقة زراعية نجح أبناؤها في الإنتاج بينما فشلت حكومتهم في التسويق لأسباب ذاتية أكثر منها موضوعية؟
أسأل هذا السؤال في الوقت الذي أدرك فيه أن مهمة وزارة الزراعة الأساسية تكمن في الإنتاج وزيادته وتحسين مواصفاته، بينما مهمة التسويق الداخلي تتعلق بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، والخارجي بوزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية وغرف التجارة والمصدرين، لكن هذا لا يمنع من توجيه هذا السؤال للوزير أولاً، وللحكومة من خلاله أولاً وثانياً، خاصة وأن وزارة الزراعة يهمها جداً تسويق الإنتاج الذي تم تحقيقه بجهود الفلاحين وإشرافها الفني، إضافة لأنها ممثلة في كافة الاجتماعات التخصصية التي تعقدها الحكومة لإنجاح التسويق، وفي كافة اللجان التي تشكلها لهذه الغاية!
على أي حال نتمنى فعلاً أن تكون الجهات المعنية في حكومتنا وبلدنا مستعدة الاستعداد الكافي لتسويق إنتاجنا من الحمضيات للموسم القادم، لأن تكرار فشلها في التسويق ستكون له نتائج وخيمة على هذه الزراعة التي نفتخر بها من كافة الجوانب فهل هي مستعدة بالقول والفعل أم بالقول فقط كما حصل في السنوات الماضية؟

هيثم يحيى محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار