وقـــــال البحـــــــــر … المناهج التربوية.. مشكلة أم حل؟

العدد: 9411

 الأحد-25-8-2019

 

 

لا أعرف لماذا يتم تغيير المناهج التربوية في كل عام، كلها أو بعضها،
هل الأمر مرتبط بمغادرة وزير، ومجيء وزير جديد كما يبدو الأمر للمواطن، والسؤال المهم: لماذا يتم تغيير المناهج التربوية أهو من أجل التغيير أو من أجل التطوير؟
وعلى أي أساس يقوم هذا التطوير إن أمنا أنه من اجل التطوير، ومن أجل أن يكون المنهاج ملبياً لحاجات المجتمع، ولخلق جيل متطور تعليمياً.
والسؤال المهم: كيف يقرأ المدرس، والتلميذ والمواطن هذا التطوير، هل يقرؤه تطويراً أم إعاقة أم تعقيداً للمسألة التربوية.
منذ استقلال سورية، والمناهج تتبدل . . يا ترى ألم نستطع أن نصل إلى منهاج يلبي حاجات المسألة التعليمية والتربوية؟
تعب المدرسون والمعلون وأهالي الطلاب من هذا التغيير المستمر في المناهج، وتحولت المدرسة إلى مكان تسجيل للطالب فقط، وخارج المدرسة يكون الطالب بحاجة إلى مجموعة من المدرسين لأخذ الدروس الخصوصية، وثمة شرط أن يكون المدرسون على فهم بالمنهاج الجديد، وإلا فإن الفشل سيكون من نصيب الطالب.
ليس ثمة طالب اليوم يطمح بالوصول إلى الجامعة خارج مسألة الدروس الخصوصية، هذا أمر خطير في المجتمعات المتطورة . .
اليوم . . على الجهات التربوية أن تدرس هذه الحالة لوضع الحلول لها، وعقدة هذه المشكلة بالدرجة الأولى تبدأ بالمنهاج، وتتشعب إلى المدرسة، وإلى القائمين على المسألة التربوية ونظام القبول في الجامعات، لا أحد خارج هذه المعاناة، كل من لهم أبناء في المدرسة متأثرون بذلك، والفقراء الذين لا يمتلكون ثمن خبزهم محكوم عليهم بفشل أبنائهم دراسياً لأنهم ليسوا قادرين على متطلبات الدروس الخصوصية.
في نهاية خمسينات القرن الماضي على سبيل المثال نرى الذين خططوا المسألة التربوية آنذاك كانوا يعرفون أن المجتمع السوري هو مجتمع زراعي، فكانت المدرسة العامة والمدرسة الابتدائية الريفية، في الريفية تعلمنا زراعة الخضار والمزروعات والورود وتربية النحل والدواجن، كان لمدرستنا قطعة أرض يقوم الطلاب بممارسة الدروس العملية فيها، انتهت المدرسة الريفية في سورية في الستينات، وانتهت معها عملياً دروس الرياضة والموسيقا والفنون، لأن الطالب منشغل بالتحصيل الدراسي من أجل التفوق.
ليت القائمين على المناهج يدركون كيف نربط المنهاج والطالب والمدرس بالمجتمع.

سليم عبود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار