وقـال البحــــــر….مهـــارات القيـــادة

العدد: 9404

7-8-2019

تُعرف القيادة بأنها فن خدمة الآخرين من خلال رفدهم بالتدريب والطاقة والوقت المناسب لتحقيق أغلب تطلعاتهم على اختلافها، كما أنها السلوك الذي يجلب بذكاء أفق المستقبل إلى ميدان الحاضر إضافة إلى اختصار الإبحار في شرح معانيها بعبارة: قوة التأثير بغية تحقيق الأهداف. 

لا بد لغالبية المجتمعات في شتى الأرجاء والأصقاع وعلى اختلاف طبيعتها وميولها من قيادة توجهها وتتولى التنسيق بين مختلف فئات المجتمع وشرائحه وتنظم نشاطاته، وهذه القيادة تصيغ المجتمع بوجهتها وتُضفي عليه طابعها العصري والمميز وتقوم بتحريك الساكن في النفوس وإثارة الكامن في الأعماق لاستمرار الجهد والبذل في ميادين التعليم والبحث والإدارة والتدريب والممارسة والتدقيق حتى الوصول لتحقيق صفات القائد الناجح في النفس أولاً ومن ثم فيمن يُتولى أمرهم من عائلة وأولاد وعمال وموظفين وسواهم.
القيادة قديمة قدم التاريخ وهي فرع هام من فروع علم الإدارة المتنوعة ويمكن توصيفها بأنها القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيه سلوكهم وتنسيق جهودهم لتحقيق أهداف مشتركة وهي مسؤولية تجاه العموم للوصول إلى الأهداف المنشودة والمرسومة، كما أن القائد هو الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات كل من حوله في محيطه لإنجاز أهداف محددة، ويهتم بكلا البعدين العملي والإنساني من حيث الرعاية والتنمية ويركز على العلاقات مع الناس من خلال القضاء على ظواهر الخلاف فيما بينهم و تفعيل مناخ العمل الجماعي وترسيخ مبدأ روح الفريق الواحد وتحقيق المشاركة الفعلية للجميع ويستمد سلطته عندها من مفهوم الآمال والأهداف ومبدأ التغيير والتجديد.
تكمن أهمية القيادة في أنها حلقة الوصل بين العاملين وبين تصورات وخطط أي شركة أو مؤسسة أو أي فعالية، كما أنها البوتقة التي تنصهر داخلها كافة السياسات والمفاهيم والاستراتيجيات إضافة إلى قدرتها على حل مشاكل العمل والسيطرة عليها وحسم الخلافات بين الآراء و تدريب وتنمية مهارات الأفراد في كل فعالية ومواكبة المتغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة العمل، وتركز القيادة على عمليات رئيسية توجز في تحديد الاتجاه والرؤية وحشد القوى والجموع تحت هذه الرؤية وشحذ الهمم وتحفيزها.
تمر مرحلة اكتشاف الشخصيات القيادية بعدة مراحل مهمة وأساسية تتجلى فيما يلي:
– مرحلة التنقيب: تحديد مجموعة من الأشخاص ودراسة وضعهم وواقعهم بشكل متأنٍ ومفصّل.
– مرحلة التجريب: اختبار المجموعة التي تمّ اختيارها سابقاً بحيث تكون تحت المراقبة من خلال الممارسات اليومية والمواقف المختلفة مع ضرورة اختبار القدرات الذهنية والتقنية والإنسانية لديهم.
– مرحلة التقييم: يتمّ فيها التقييم بناءً على معايير محددة ويُكتشف فيها مكامن الخلل والقصور وجوانب التميز والتفاوت بالقدرات.
– مرحلة التأهيل: تحدد فيها الاحتياجات التدريبية حسب ما تقتضيه الحاجة العملية لذلك كما يتم اختيار نخبة من المدربين من ذوي الخبرة والتجربة والإبداع لهذه المرحلة.
– مرحلة التكليف: بعد الانتهاء من التدريب والتأهيل يتم اختيار الأشخاص في المواقع القيادية متفاوتة المستوى والأهمية لفترات معينة ليكون الجميع على محك التجربة.
– مرحلة التمكين: بعد أخذ الفرصة من حيث الممارسة والتجربة تتضح المعالم الأساسية القيادية لكل شخص وعندها يتم تفويض المهام حسب قابلية ومناسبة كل شخص.
وتنقسم نظريات القيادة بشكل عام إلى:
– النظرية الوظيفية والتي تهتم بتوزيع المهام والمسؤوليات القيادية وتقوم بدراسة مهام القيادة والمعايير المتصلة بها.
– النظرية الموقفية والتي تربط السلوك والتصرفات القيادية بالظروف المحيطة.
– النظرية الخصائصية والتي تركز على شخصية القائد وخصائصه وتختلف المعايير في تحديد ذلك من مجتمع لآخر.
– النظرية التكاملية والتي تعتبر القيادة عملية تفاعل اجتماعي وتطرح معياراً أساسياً يتجلى في قدرة القائد على قيادة الأشخاص نحو الأهداف بفعالية.
وأخيراً فإن من أهم واجبات القيادة هي تحويل أهداف الأشخاص إلى نتائج وإنجازات، وسلاسة التعامل مع المتغيرات والمؤثرات المباشرة وغير المباشرة، وإعداد جيل جديد متمكن من قادة المستقبل والتخطيط له، والجرأة والتصميم والتحدي في تبني الأفكار والأساليب والابتكارات.

د بشار عيسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار