العدد: 9401
الأحد-4-8-2019
دعوت صديقي (عادل) إلى زيارة الشاطئ البحري في منطقتنا والذي يبعد عنا بالسيارة حوالي عشر دقائق، وكونه قادماً من بلد أوروبي، أزعجته أكوام النفايات الملقاة إلى جوار حاويات مملوءة بالقمامة على آخرها وتلك الرائحة الحامضية التي تفوح منها.
سأل: لماذا تتأخر البلدية عن ترحيلها؟
قلت: لا أدري!
(أليس ثمة جهات مسؤولة عن البيئة والسياحة تسألها؟)
قلت: لدينا، ولها موظفون، وعندنا مواطن يتكلم بالسياسة والبيئة والسياحة والاقتصاد والأدب والثقافة والرياضة والموضة والأزياء.
بدا صديقي عادل مصدوماً بتلك (الشرشرة) من أكياس النايلون والقمامة على جوانب الطرقات، وتلك الأعشاب والأشواك التي تكاد تسدّ مداخل المنازل، وتساءل بانزعاج: أهي أعشاب مقدسة متروكة لتمتلئ بالأوساخ والقوارض والأفاعي؟
قليل من الجهد والنظافة وبزراعة الورود تصير مداخل المنازل جميلة وتعبّر عن ذوق حضاري، يا أخي اكتب عن تلك الحالات التي نراها، أم أن كتّاب السياسة والأدب يتعالون على ذلك؟
أخبرته أنني كتبت في الأسبوع الماضي زاوية (وقال البحر في صحيفة الوحدة المحلية) بعنوان (بحثاً عن البحر)، أعجبه العنوان، قال: (في الغرب، أهم الكتابات هي المقالات التي تتطرق إلى البيئة، هناك هوس بقضايا البيئة لديهم، تكونت أحزاب مهمتها البيئة الخضراء)
في أفريقيا، التي نظنّ الناس فيها متخلفين يبنون للطيور بيوتاً خشبية ويعلقونها على جذوع الأشجار..
ضحكت، (نحن هنا أحضرنا مصائد – سريكه – تصدر أصوات الطيور لجذبها واصطيادها، نحن نمارس الخداع حتى على الطيور).
على البحر، كانت الخيام على امتداد الشاطئ، استغرب صديقي وجودها،
وأغضبه اقترابها من الماء لدرجة من الصعب أحياناً المرور بين الماء والخيام.
قال: (حتى في أفريقيا التي تحدثنا عنها، نجد أن أقرب بناء سكني أو سياحي بينه وبين البحر مسافة كبيرة، البحر للجميع، والشاطئ للجميع والسياحة الشعبية للجميع.
سألته: ما رأيك أن نستأجر طاولة لنسبح؟!
سأل: أين تذهب فضلات ومخلفات الصرف الصحي لتك المنشآت السياحية، أليس إلى الماء المجاور حيث سنسبح؟! قلت: بالتأكيد، فليس ثمة تجهيزات فنية للصرف. رفض أن يسبح واعتبر المشهد خطيراً ومتخلفاً.
سليم عبود