عرانيس الـــــــذرة..أســــعار مســــلوقة تشــــوي الجيـــــوب

العـــــدد 9400

 1 آب 2019

 

 

لا يخلو شارع منها، تلاحقك أصوات باعتها الرنانة، تجبرك رائحتها الزكية على شرائها، إنها عرانيس الذرة بطعمها وفائدتها الغنية، تتربع على العربات الجوالة المزينة بالورود والأضواء الملونة وتتدلى منها العرانيس الذهبية النيئة التي تنتظر دورها للسلق أو الشواء حسب الطلب.
* علي الذي يضع عرانيس الذرة النيئة في شاحنته ويجهزها بالتقشير لبيعها حسب طلب الزبون ذكر أنه يحضرها من سوق الهال بالجملة لتكون مصدر رزق لتأمين مصاريف عائلته، ويقوم بفرزها حسب جودتها لتحديد سعرها فيتواجد لديه نوع كل 15 عرنوس بـ500 ليرة ونوع آخر ذو جودة عالية العرنوس (50-75) ليرة، ولفت علي إلى إقبال الناس على شرائها نيئة لأنها أوفر وأغلب السيدات يشترونها للتفريز والحفظ لاستخدامها في موسم الشتاء.
* ولفت بسام وهو بائع متجول على عربة أن بيع الذرة يلاقي الرواج والقبول لدى بعض العاطلين عن العمل حيث تعتبر العربة مصدر رزق يحقق لهم الربح في ظل عدم وجود فرص عمل كثيرة، وأشار إلى أنه يستجر الذرة من أحد أصحابه الذين يزرعونها في ريف اللاذقية ويحضرها بالمنزل ويبيعها حسب طلب الزبون مسلوقة بطريقة جيدة وفي الآونة الأخيرة أصبحت تضاف عليها بعض النكهات كالزبدة والجبنة والتوابل بعد تقطيعها وفرطها في أوانٍ خاصة لسهولة تناولها.
* بدوره أشار عبد اللطيف إلى أن الإقبال على شراء الذرة منكهة أو سادة تلاقي قبول الصغار والكبار على السواء، وذكر مهند وهو طالب جامعي من حلب يدرس الحقوق في جامعة تشرين أنه لا يجد عيباً في عمله على عربة الذرة وبيعها للناس بل يجد المتعة في مراقبة نظرات الأطفال التواقة لتناولها وأحياناً يجبرون أهاليهم على شرائها بالنق والصياح وأحياناً البكاء.
* علي .س: بائع ذرة خضراء على أوتوستراد الثورة: أشتري الذرة من سوق الهال بكمية كبيرة يومياً (حمولة بيك آب صغير) بسعر يختلف بين بداية الموسم ونهايته، واليوم خلال الأسبوع هبط السعر من المصدر بسبب زيادة الإنتاج، وللعلم هناك من يقوم بالشراء من أكثر من موقع في ريف طرطوس (بقيعة) وعملياً أنا أضمن ربحي تقريباً بما يتراوح بين 75-100% بمعنى أنه في نهاية النهار يمكن أن أقلل الربح حتى 50%
* محمد أحمد بائع ذرة مسلوقة: أشتري المادة من تاجر غالباً بسعر الجملة، وأقوم بوضعها في حلّة على غاز مركبّ على عربة مصنّعة خصيصاً لهذه الغاية ففي الصيف والموسم أبيع الذرة، وفي الشتاء أبيع الفول المسلوق، ربحي يتجاوز غالباً 100% بسبب التكلفة من الغاز والعلب الكرتونية وغيرها.

 

 

* إبراهيم يوسف: مواطن معه ثلاثة أبناء وخلال سيرهم مرّوا قرب بائع الذرة على عربته، فطلب الأبناء من والدهم شراء وجبة ذرة فما كان منه إلا أن طلب من البائع أن يحضر لهم ثلاث وجبات ولما سأله عن السعر طلب (750) ليرة سورية طبعاً بعد أن وضع كل وجبة بصحن (فيبر) مع ملعقة بلاستيكية ولم يُشعر الأب أبناءه أنه امتعض من السعر إذ كان يتوقع أن يكون السعر بحدود 150 للعرنوس، لكن ظروف عمل البائع والتكلفة جعلت الأب يكتم غيظه ويغيّر طريقه كي لا يُصادف بائعاً آخر لمادة أخرى.
وأشار عدد من الذين صادفناهم وهم يحيطون بالعربات التي رصدناها في عدة شوارع وأحياء في اللاذقية إلى الألفة التي تحيط بعربة بيع الذرة حيث ذكريات الطفولة مع الأهل لمن كبر واسترجاع مشاعر الحب للعاشقين وإغراء تناولها للجميع، فالعربات أصبحت تلقب بألقاب لجذب الزبائن مثل: (ملكة الذرة، على كيفك، ملك الذرة، أبو…، بابا دوقني).
وبالسؤال عن أسعار بيع العرانيس لفتوا إلى غلائها نوعاً ما مقارنة بسعرها نيئة حيث يتراوح سعر الصحن من 300-400 ليرة حسب الإضافات.

منير حبيب- ميساء رزق

تصفح المزيد..
آخر الأخبار