وقـال البحــــــر ..ســياحتنا الداخليــة

العدد: 9393

الثلاثــــاء 23 تموز 2019

 

إعادة دوران عجلة الإنتاج، واستثمار الإمكانات المتاحة أفضل استثمار، وإعادة إعمار ما دمّره الإرهاب خلال سنوات الحرب العدوانية على بلدنا، لا يقتصر على قطاع دون آخر إنما يجب أن تنطلق الأعمال والمبادرات والخطط والبرامج التنفيذية في كافة القطاعات دون استثناء (الخدمية، التربوية، التعليمية، الزراعية، الصناعية، الاقتصادية، التنموية، وأيضاً السياحية . . إلخ).
أقول (وأيضاً السياحية) لأن البعض يعتبر أن الحديث عن السياحة نوع من (الفانتازيا) في ضوء استمرار العمليات العسكرية على بعض أراضي الوطن التي تمنع السياح العرب والأجانب من القدوم إلى سورية، وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة جداً التي يعيشها السواد الأكبر من المواطنين، ومن باب أن بقية القطاعات أولى بالاهتمام والدعم من هذا القطاع . .
وضمن هذا الإطار أشير إلى أن إعادة الحياة للقطاع السياحي في بلدنا أمر في غاية الضرورة والأهمية لأسباب مختلفة منها تلبية رغبة وطلب كل الفعاليات والمواطنين القادرين على السياحة، والتشجيع على سياحة المؤتمرات والمهرجانات الوطنية، وتنشيط السياحة الداخلية ودعم السياحة الشعبية المنخفضة التكاليف التي تخص ذوي الدخل المحدود، ومنها توفير فرص عمل للآلاف من الشباب والشابات والكثير من المهن، ومن ثم المساهمة في زيادة معدلات النمو، وفي تحقيق التنمية المستدامة.
والسؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ما تقدم: كيف نعيد الحياة لهذا القطاع؟ وهل بدأت وزارة السياحة في ذلك؟ الجواب نعم في ضوء الواقع ومتابعتنا لإجراءات الوزارة، وفي ضوء قرار مجلس الوزراء أمس الأول المتضمن إقرار خطة وزارة السياحة لتطوير القطاع السياحي خلال الفترة من 2019 إلى 2030 ليكون مساهماً رئيساً في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الصورة الحضارية لسورية.
وهذه الخطة تشمل توفير البيئة التنظيمية والتشريعية التي تعالج منعكسات الحرب على القطاع السياحي وتضمن تنمية سياحية مستدامة وتوفير سبل إقلاع المشاريع السياحية المتعثرة والمتضررة وتطوير الاستثمار السياحي وتطوير منتج السياحة الدينية وتحسين مقومات السياحة الشاطئية وتفعيل السياحة الداخلية وتحديث المناهج التعليمية واعتماد وسائل التدريب الحديثة..
وأختم بالقول: إن النجاح في تحقيق ما تقدم يتطلب زيادة العطلة الصيفية للمدارس والجامعات وليس تخفيضها، والقيام بمبادرات من قبل أصحاب المطاعم والفنادق والمنشآت السياحية تستقطب من خلالها الشباب والمواطنين عبر مجموعات سياحية تنظمها المنظمات والنقابات والمؤسسات على امتداد العام للترويح عن النفس وشحذ الهمم للعمل والإنتاج وزيادة اللحمة الوطنية وتعريف الناس بكافة مناطق وطنهم وآثارها إضافة للمساهمة في التنمية المستدامة.

هيثم يحيى محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار