العـــــدد 9392
الإثنـــــين 22 تموز 2019
مثّلت المرأة في روايات نجيب محفوظ حضوراً بارزاً، و يصوّر الإبداع الأدبي الهيئة السليمة الصحيحة في المجتمع أو الهيئة المشوّهة، والنساء عند نجيب محفوظ من العادّيات أي الطبقة المتوسطة أو الفقيرة غالباً.
إنه يصوّر المرأةَ سلبيةً خائفة مقهورة تخضع للسيطرة الذكورية، وهي مقموعة بسبب الظروف الاجتماعية أو سليطةُ اللسان سيئة الخلق منحرفة، وقد يتعاطف القارئ معها لأن الأوضاع الاجتماعية جرّتها إلى الخطيئة وقد اضطرّها الفقر والجهلُ إلى الانحراف، ويسبق انحرافها وصفُ للبيئة.
قدّم نجيب محفوظ نماذج نسائية سقطت في عالم الرذيلة، فهو يرصد نماذج مشوّهة وساقطة، لا تمثل المجتمع المصري يرى بعض النقاد أن هذه الصورة لا تلائم الوضع الاجتماعي الصحيح وتقدّم ما يحبُّ الغرب أن يراه من الابتعاد عن الأسرة والتماسك الأسري ومن البحث عن حياة تخرق العادات والتقاليد والقيم.
ولكن الروائي قدّم بعض الصور الإيجابية عن المرأة في أدبه فهناك المرأة التي تكافح من أجل حياة كريمة، والمرأة التي تأبى أن تتخلى عن قيمها ولا تقبل أن يستغلّها الرجال.
ويتّهم نقّاد نجيب محفوظ بأنه جعل المرأة في صورتين أولاهما التي تتكسّب بجسدها وثانيتهما الأم الفاضلة وفي الحقيقة فإن الكاتب كشف المجتمع الذكوري الذي يقلّل من شأن المرأة كما صوّر شخصيات نسائية إيجابية مؤثرة.
وهذه نماذج نسائية في روايات نجيب محفوظ.
* في (بين لقصرين) أمينة خاضعة للزوج تؤمن بالخرافات وتخاف من العفاريت.
* (قصر الشوق) زنّوبة بنت الليل الطامحة إلى دخول عالم الفّن الهابط وهي محاطة برجال محترمين شكلاً منحلّين جوهراً.
* (القاهرة الجديدة) إحسان شحادة الحائرة بين الحب العفيف، وبين إغراء المال والسلطة وتستثمر جمالها فتكون عشيقة.
* (زقاق المدقّ) حميدة الجميلة الفقيرة تبحث عن العيشة الهنيئة وهي حائرة بين حبّ ابن الزقاق والخروج من الحارة والفقر.
* (بداية ونهاية) نفيسة الضحية الفقيرة تنحرف لتنفق على أخيها الغافل عن انحراف أخته وهو يدفعها إلى الانتحار.
* (اللص والكلاب) نور بنت الهوى تحب سعيد مهران وترى فيه شبيهاً لها بالاضطرار إلى الانحراف.
* (ميرا مار) زهرة هي الفلاحة المصرية الوحيدة بين نساء نجيب محفوظ يستغلها انتهازي.
* (ثرثرة فوق النيل) سمارة بهجت صحفية مثالية وهي ذات شخصية وأنوثة.
* (الحب فوق هضبة الهرم) رجاء محمد البنت العادية الحديثة تبحث عن الحياة والحب والسكن.
إنها نماذج نسائية في روايات أديبنا العالمي نجيب محفوظ.
عزيز نصار