العـــــدد 9390
18 تموز 2019
من هنا . . من بحر اللاذقية . . أنصّب نفسي ملكاً على عرش قصيدتي، ولست محتاجاً أن أقيم احتفالاً ساحراً للتتويج . .
لن أستأذن (الكونغرس) الأمريكي في الجلوس على عرش قصيدتي، أن يرفض مجلس الشيوخ، أو أن أنتظر مباركته، لن أنتظر رسائل تهنئة من شيوخ النفط، ورعاة الجمال، لا يهمني رضا الاتحاد الأوروبي أو تذمره، قد يسخر أحدكم، ويقول لي: من لا يعرفك، كيف سيتذكرك؟ أين موقعك في هذا العالم؟
أنا لم أقتل زهرة . . أصدقائي النجوم والرعاة . . البسطاء الطيبون . . سكان العالم الشرفاء . . اللاهثون خلف الرغيف والسلام . . هم من تملأ الشاشات صورهم، أسماؤهم تزين عناوين الصحف.
اسأل محللي السياسة عنهم، اسألوا عنهم، غزّة،وجنوب لبنان، ناغازاكي، وفيتنام والكاريبي وفلسطين، اسألوا البحار والسماء، والغابات، والثلوج، والمدن، واليتامى، والسجون.
هم قادة يسوسون العالم، وأنا أسوس قصيدتي . . أكتبها بعيداً عن الرأسمالية، والفوضوية والسريالية . . والامبريالية العالمية والسماسرة، والتجار واللصوص وقطاع الطرق، وأمراء الحروب الخارجين من الكهوف . .
قصيدتي لا تنتمي لأيّ حزب كان ولا تحتاج لأحزاب تقف معها، فقط تحتاج إلى هؤلاء القراء الطيبين الذين يزرعون السنابل، الذين يعبدون طرق الصباح، ويغرسون جوانبها بالزهور.
لكل امرأة تزين ابتسامتها بأغنية عن الحبّ، لكلّ صبيّة يفيض قلبها بالضياء، لكلّ رجل يزين عينيه بالأمل الجميل، لكلّ طفل مزمار، لكلّ طفلة فراشة، وللمتأهبين الرحيل . . عن الحياة، قصيدتي عن الشمس والإنسان، تسافر على الشفاه، وتبحر في الأغنيات، آه، يا لتلك الأيام الجميلة!! الزاهية كينبوع.
بديع صقور