العدد: 9388
الثلاثاء16-تموز-2019
كل المؤشرات والمعطيات التي بين أيدينا تؤكّد أن الكلام المعسول الذي قيل لرئيس الحكومة بخصوص معالجة قضية واجهة طرطوس البحرية أثناء زيارته للمحافظة بداية تشرين الأول من العام الماضي، كان كلاماً غير واقعي وغير صحيح، الهدف منه إيهامه وإيهام الجهات المسؤولة، بأن القضية انتهت وأنهم أبطالها بجدارة، بدليل أنهم عرضوا للوفد الحكومي المخططات و(الماكيت) في بهو المحافظة بطريقة توحي أن الأمر بات قضاء مقضياً، وأنه يستلزم من المسؤولين الحكوميين توزيع الابتسامات في كل الاتجاهات، وبعدها توزيع المبالغ المالية لهؤلاء (الأبطال) الذين تمكنوا من حلّ قضية مضى عليها أربعون عاماً!
يومها شككت بالأمر بكل وضوح وسألت رئيس الفريق المتعاقد معه من جامعة تشرين سؤالاً مباشراً مفاده (هل حقاً أنجزتم تعديل مخططات الواجهة وستقدمونها لمجلس مدينة طرطوس بعد هذا العرض أمام رئيس الحكومة؟) فكان جوابه: وهل يجوز أن نعرض المخططات مع الماكيت لو لم نكن أنجزنا المطلوب؟ فأجبته على جوابه بالقول: لا يجوز، ونتمنى أن نكون قد اقتربنا من النهاية السعيدة المطلوبة لقضية ضربت رقماً قياسياً في التأخير يستحق دخول موسوعة غينيس!
ولأن ما سمعناه ثبت عدم صحته حيث لم تقدم المخططات لتاريخه، والخلافات مازالت قائمة بين طرفي العقد، والموضوع أعيد للمربع الأول أعود اليوم للقول أن من يعرف الواجهات البحرية السكنية والسياحية على شواطئ البحر المتوسط إن لم نقل بحار ومحيطات العالم، ويعرف واجهة مدينة طرطوس البحرية (وتحديداً الواجهة الواقعة بين مطاعم مشوار شمالاً ونهر الغمقة جنوباً) يقول بلا تردد أن واجهة طرطوس هي الأبشع والأسوأ على الإطلاق بين كل الواجهات المطلة على بحار العالم!
لقد مضى على تجميد البناء والقيام بأي تعديلات في الأبنية المشادة على هذه الواجهة نحو الأربعين عاماً على أمل وضع مخطط تنظيمي جديد وعصري لتلك المنطقة، وبعد الانتظار الطويل من قبل المواطنين وأبنائهم الذين كانوا أطفالاً وباتوا رجالاً صدر أول مخطط تنظيمي جديد لتلك المنطقة عام 2006 لكنه كان مستحيل التطبيق بسبب ضخامة مساحة كل عقار يسمح بالبناء عليه ومن ثم حاجة عشرات المالكين للاتفاق فيما بينهم على دمج عقاراتهم قبل أي بناء ونتيجة اعتراضات السكان أعيد النظر بالمخطط بعد ذلك حيث تم تخفيض المساحات بعض الشيء لكن دون أن يلقى الأمر موافقة السكان وبالتالي استمر الواقع على ما هو عليه فلا أبراج وأبنية جديدة ولا ترميمات ولا أي شيء حتى الآن ما أوصل الواجهة لوضع يرثى له يستحق لقب أسوأ واجهة كما ذكرنا! والسؤال إلى متى أيها المعنيون؟
هيثم يحيى محمد