الخشب يتكلم بين يدي النحات زهير خيربيك

العدد: 9384

 الأربعاء 10-7-2019

 

  

 

 

في منزل النحات زهير خيربيك تخال نفسك في متحف صغير اصطفت فيه المنحوتات الخشبية متنوعة الأحجام والأشكال كذلك اللوحات، يكاد يضيق بها المكان، هذه المنحوتات التي أخذت من روحه وإحساسه حتى لتبدو وكأنها تتكلم.
الفنان زهير خيربيك درس الرياضيات والهندسة المدنية والفنون الجميلة فأخذ من علوم شتى لتتبلور طاقاته الإبداعية وتتجلى بالمنحوتات والتماثيل التي ينحتها على مدى الأيام والليالي . . عند سؤالنا الفنان خيربيك عن بداياته وكيف تولدت هذه المهارات وكيف تعلم النحت؟ أجاب معترضاً: الفن والإبداع لا يعلم ولا يلقن، ونحن هنا نرتكب خطأ فادحاً عندما نخضع الأطفال بأعمار صغيرة لدورات في الفنون الإبداعية، هذا يضرّ بهم وبمواهبهم الدفينة، هم لديهم قدرات ومواهب دفينة فعندما نعلمهم وندرّبهم نخضعهم للقولبة وغالباً ما تموت الأفكار الخلاقة لديهم والصحيح أن نراقبهم ونترك لهم العنان والخيار ليخرجوا ما بدواخلهم، فقط أن نعمل على تغذية ورعاية وتحفيز مواهبهم دون تأطيرهم، واستعار مقولة للفنان العالمي سلفادور دالي (بأن الطفل لديه شيء غير متوقع) والفن هكذا وأضاف: أغلب الفنانين عندما يصوغون أعمالهم يتقمصون شخصية الطفل وعن البدايات عند الفنان زهير تحدث: طبعاً ككل أطفال برعت في صناعة العربات التي كنا نلهو بها ذات الدواليب والمقود وقمت بنحت عربات سيارات بعدها انتقلت في المرحلة الدراسية الثانوية لنحت شخصيات تاريخية معروفة ومشهورة بمادة الجبس مثل بيتهوفن وصلاح الدين الأيوبي بعدها أحسست أن الخشب لديه روح وهو يستغيث لإطلاق هذه الروح، والخشب فيه ملمس ورائحة والشكل يعطيني إحساساً إنه قريب من الإنسان أي فيه روح كذلك كان الرسم والألوان الزيتية والفحم والرصاص حيث رسمت واستوحيت من الأسطورة- أسطورة سورية الطبيعية لأنها غنية بالقصص والحكايات لأنها تجلي فكرة الشعوب التي سكنت المنطقة (نتيجة الترابط والتسلسل بين الشعوب التي تناوبت على المنطقة) وجزء من أعمالي يحاكي تلك الفترات الزمنية والمنطقة حياة وشعوبها مثل منحوتة النسر السوري الذي يأخذ الروح إلى الشمس وهنا تتجلى رمزية تجميع الطاقة في الشمس وهي رمز ومكمن الطاقة.

 

 

كذلك من الأعمال المميزة في الفترة الأخيرة منحوتة جفلة وهي شخصية من التراث السوري ومعروفة قصتها من خلال أغنية أثرت الفلكلور السوري الساحلي عن أدواته قال الأستاذ زهير: أهم شيء هي الفكرة التي تراودني وتثير بي والرغبة إلى أن أبدأ بها كذلك قطعة الخشب المناسبة إضافة للمطرقة والإزميل والريشة والمنشار والمثقاب ومادة الأساس سيلر أما أي أنواع الخشب المحببة لقلبه والمناسبة فقال: الزيتون هو أفضل أنواع الخشب فهو جميل ورائع بملمسه ورائحته وهو معمر ومقاوم، لقد عملت تجارب بالليمون والجوز فكان الزيتون أفضل الأنواع، وعن الإحساس الذي ينتابه أثناء تنفيذ أعماله قال: تتولد لدي متعة لا توصف أثناء العمل وتنفيذ الخطوات والجزئيات والأسلوب وبعض الأحيان شكل القطعة هو الذي يوحي لي بالفكرة أو المنحوتة، وأحياناً تكون لدي فكرة فأبحث عن قطعة مناسبة.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار